به وفيه وفي اليوم والليلة عن أبي كريب عن أبي معاوية به وقال البخاري في تفسير الشعراء لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ( الشعراء 412 ) صعد رسول الله على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا ينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم وفي تفسير تبت فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا فاجتمعوا إليه وفيه فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا ثم قام فنزلت تبت يدا أبي لهب وقد تب ( المسد 1 ) هكذا قرأ الأعمش وفي ( تفسير الطبري ) حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أخبرنا ابن زيد قال أبو لهب للنبي ماذا أعطى يا محمد إن آمنت بك قال كما يعطى المسلمون قال فما لي فضل عليهم تبا لهذا من دين أكون أنا وهؤلاء سواء فأنزل الله تبارك وتعالى تبت يدا أبي لهب ( المسد 1 ) قال خسرت يداه واليدان هنا العمل ألا تراه يقول بما عملت أيديهم وفي ( تفسير ابن عباس ) رضي الله تعالى عنه فلما دعاهم أقبلوا إليه يسعون من كل ناحية واكتنفوه فقالوا يا محمد لماذا دعوتنا قال إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أنذركم خاصة والناس عامة فقالوا قد أجبناك لما دعوتنا قال كلمة تقرأون بها تملكون العرب وتدين لكم بها العجم فقال أبو لهب من بينهم وعشر كلمات لله أبوك فما هي قال لا إلاه إلا الله فقال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا فنزلت تبت يدا أبي لهب ( المسد 1 ) أي صغرت يداه وفي معاني القرآن العظيم للقزاز في قراءة عبد الله وقد تب فالأول دعاء والثاني خبر كما تقول للرجل أهلكك الله وقد أهلكك وفي ( المعاني ) للزجاج دعا عمومته وقدم إليهم صحفة فيها طعام فقالوا أحدنا وحده يأكل الشاة وإنما قدم لنا هذه فأكلوا منها جميعا ولم ينقص منها إلا الشيء اليسير فقالوا له ما لنا عندك إن اتبعناك قال ما للمسلمين وإنما يتفاضلون في الدين فقال أبو لهب تبا لك الحديث وفي كتاب ( الأفعال ) تب ضعف وخسر وتب هلك وفي القرآن وما كيد فرعون إلا في تباب ( غافر 73 ) وأبو لهب كنيته وسمه عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي مات كافرا وفي ( التلويح ) واختلف في أبي لهب هل هو لقب له أو كنية له فالذي عند ابن إسحاق والكلبي في آخرين أن عبد المطلب لقبه بذلك لحمرة خديه وتوقدهما كالجمر وفي حديث رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد أنه قال للهب بن أبي لهب واسمه عبد العزى أكلك كلب الله فأكله الأسد وهو دال على أنه كنى بابنه قوله تبا مفعول مطلق يجب حذف عامله أي هلاكا وخسارا قوله سائر اليوم منصوب بالظرفية أي باقي اليوم أو باقي الأيام جميعها وفي ( تفسير النسفي ) سورة تبت مكية وهي سبعة وسبعون حرفا وثلاث وعشرون كلمة وخمس آيا قوله تبت أي خابت وخسرت يدا أبي لهب أخبر عن يديه وأراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله وقال الزمخشري فإن قلت لم كناه والكنية مكرمة قلت فيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون مشتهرا بالكنية دون الإسم والثاني أنه كان اسمه عبد العزى فعدل عنه إلى كنيته والثالث أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات لهب وافقت حاله كنيته وكان جديرا بأن يذكر بها وقرىء تبت يدا أبو لهب كما قيل علي بن أبو طالب ومعاوية بن أبي سفيان لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع والله تعالى أعلم .
42 - .
( كتاب الزكاة ) .
1 - .
( باب وجوب الزكاة ) .
أي هذا كتاب في بيان أحكام الزكاة وقد وقع عند بعض الرواة كتاب وجوب الزكاة وعند بعضهم باب وجوب الزكاة ولم يقع في رواية أبي ذر لا باب ولا كتاب وفي أكثر النسخ وقع كتاب الزكاة ثم وقع بعده باب وجوب الزكاة كما هو المذكور