مطابقته للترجمة في قوله فاستخرجته ورجاله قد ذكروا غير مرة و بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة والمفضل بضم الميم وتشديد الضاد المعجمة وعطاء هو ابن أبي رباح وقال الجياني كذا روي هذا الإسناد عن البخاري إلا أبا علي بن السكن وحده فإنه قال في روايته شعبة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن جابر .
وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي الأشعث عن بشر بن المفضل فقال سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر وقال بعده ليس أبو نضرة من شرط البخاري قال وروايته عن حسين عن عطاء عزيزة جدا وأخرجه أبو داود حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن سعيد بن يزيد أبي سلمة عن أبي نضرة عن جابر قال دفن مع أبي رجل فكان في نفسي من ذلك حاجة فأخرجته بعد ستة أشهر فما أنكرت منه شيئا إلا شعيرات كن في لحيته مما يلي الأرض وأبو نضرة المنذر بن مالك العوفي وأخرجه أيضا ابن سعد والحاكم والطبراني من طريق سعيد عن أبي نضرة عن جابر رضي الله تعالى عنه .
ذكر معناه قوله لما حضر أحد أي وقعة أحد وإسناد الحضور إليه مجازي وكانت وقعة أحد في سنة ثلاث من الهجرة خرج النبي إليها عشية الجمعة لأربع عشرة خلت من شوال وقال مالك كانت أحد وخيبر في أول النهار قوله ما أراني بضم الهمزة أي ما أظنني أي ما أظن نفسي وذكر الحاكم في ( مستدركه ) عن الواقدي أن سبب ظنه ذلك منام رآه أنه رأى مبشر بن عبد الله المنذر وكان ممن استشهد ببدر يقول له أنت قادم علينا في هذه الأيام فقصها على النبي فقال هذه شهادة وفي رواية أبي علي بن السكن عن أبي نضرة عن جابر أن أباه قال له إني معرض نفسي للقتل الحديث وقال ابن التين إنما قال ذلك بناء على ما كان عزم عليه وإنما قال من أصحاب النبي إشارة إلى ما أخبر به النبي أن بعض أصحابه سيقتل قوله فإن علي دينا كانت عليه أوسق تمر ليهودي قوله فاقض من قضى يقضي أي أد الدين ويروى فاقضه بذكر الضمير الذي هو المفعول قوله واستوص أي أطلب الوصل بأخواتك خيرا يقال وصيت الشيء بكذا إذا وصلته به قال ابن بطال أي إقبل وصيتي بالخير إليهن وكانت له تسع أخوات باختلاف فيه فوكد عليه فيهن مع ما كان في جابر من الخير فوجب لهن حق القرابة وحق وصية الأب وحق اليتيم وحق الإسلام وفي ( الصحيح ) لما قال له تزوجت بكرا أم ثيبا قال بل ثيبا فقال هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك قال إن أبي ترك أخوات كرهت أن أضم إليهن خرقاء مثلهن فلم ينكر عليه ذلك قوله أن أتركه أن مصدرية أي لم تطب نفسي تركه مع الآخر وهو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري وكان صديق والد جابر وزوج أخته هند بنت عمرو فكان جابر سماه عما تعظيما وقال ابن إسحاق في ( المغازي ) حدثني أبي عن رجال من بني سلمة أن النبي قال حين أصيب عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح إجمعوا بينهما فإنهما كانا متصادقين في الدنيا وفي ( مغازي الواقدي ) عن عائشة أنها رأت هند بنت عمرو تسوق بعيرا لها عليه زوجها عمرو بن الجموح وأخوها عبد الله بن عمرو بن حرام لتدفنها بالمدينة ثم أمر رسول الله برد القتلى إلى مضاجعهم وروى أحمد في ( مسنده ) بإسناد حسن من حديث أبي قتادة قال قتل عمرو بن الجموح وابن أخيه يوم أحد فأمر بهما رسول الله فجعلا في قبر واحد وقال أبو عمر في ( التمهيد ) ليس هو ابن أخيه وإنما هو ابن عمه قوله فاستخرجته بعد ستة أشهر أي من يوم دفنته فإن قلت وقع في ( الموطأ ) عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة له بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاري كانا قد حفر السيل قبرهما وكانا في قبر واحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان بين أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة انتهى وهذا يخالف ما ذكره جابر قلت أجاب ابن عبد البر بتعدد القصة ورد عليه بعضهم بقوله لأن الذي في حديث جابر أنه دفن أباه في قبر واحد بعد ستة أشهر وفي حديث ( الموطأ ) أنهما وجدا في قبر واحد بعد ستة وأربعين سنة فإما أن المراد بكونهما في قبر واحد قرب المجاورة أو أن السيل غرق أحد القبرين فصارا كقبر واحد قلت فيه ما لا يخفى والأوجه أن يقال المنقول عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة بلاغ فلا يقاوم المروي عن جابر رضي الله تعالى عنه قوله فإذا هو كلمة إذا للمفاجأة وقوله هو مبتدأ وخبره قوله كيوم وضعته بإضافة يوم إلى وضعته و الكاف بمعنى المثل واليوم بمعنى الوقت قوله هنية بضم الهاء وتشديد الياء آخر الحروف مصغر هنا