سألته وعلمت أنه لا يرد قال إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل فكانت كفنه .
مطابقته للترجمة ظاهرة لأن الرجل الذي سأل تلك البردة عن النبي لما أنكرت الصحابة عليه سؤاله قال سألته لتكون تلك البردة كفني فأعطاه النبي إياها واستعدها ليكفن فيها فكفن فيها وأخبر بذلك سهل حيث قال فكانت كفنه .
ذكر رجاله وهم أربعة الأول عبد الله بن مسلمة القعنبي الثاني عبد العزيز بن أبي حازم الثالث أبوه أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج القاضي من عباد أهل المدينة وزهادهم الرابع سهل بن سعد بن مالك الساعدي الأنصاري رضي الله تعالى عنه .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضعين وفيه القول في موضع واحد وفيه أن رواته مدنيون غير أن عبد الله بن مسلمة سكن البصرة وهو من رباعيات البخاري وأخرجه ابن ماجه أيضا في اللباس عن هشام بن عمار به .
ذكر معناه قوله أن امرأة لم يعرف اسمها قوله ببردة هي كساء كانت العرب تلتحف به فيه خطوط ويجمع على برد كغرفة وغرف وقال ابن قرقول هي النمرة قوله حاشيتها مرفوع بقوله منسوجة واسم المفعول يعمل عمل فعله كاسم الفاعل قاله الداودي يعني أنها لم تقطع من ثوب فتكون بلا حاشية وقيل حاشية الثوب هدبه فكأنه أراد أنها جديدة لم تقطع هدبها ولم تلبس بعد وقال القزاز حاشيتا الثوب ناحيتاه اللتان في طرفيهما الهدب قال قال الجوهري الحاشية واحدة حواشي الثوب وهي جوانبه قوله تدرون ويروى أتدرون بهمزة الاستفهام ويروى هل تدرون وعلى كل حال هذه الجملة قول سهيل بن سعد بينه أبو غسان عن أبي حازم كما أخرجه البخاري في الأدب ولفظه فقال سهل للقوم أتدرون ما البردة قالوا الشملة انتهى والشملة كساء يشتمل به وهي أعم لكن لما كان أكثر اشتمالهم بها اطلقوا عليها اسمها قوله تدرون إلى قوله قالت نسجتها جمل معترضة في كلام المرأة المذكورة قوله فأخذها النبي محتاجا إليها أي حال كونه محتاجا إلى تلك البردة ويروى محتاج إليها بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي أخذها وهو محتاج إليها وإن شئت تقول وهو محتاج إليها وقد علم أن الجملة الإسمية إذا وقعت حالا يجوز فيها الأمران الواو وتركها فإن قلت من أين عرفوا احتياج النبي إلى ذلك قلت يمكن أن يكون ذلك بصريح القول من النبي أو بقرينة حالية دلت على ذلك قوله فخرج إلينا وإنها إزاره أي فخرج النبي إلينا وإن البردة المذكورة إزاره يعني متزرا بها يدل على ذلك رواية الطبراني عن هشام بن سعد عن أبي حازم فاتزر بها ثم خرج وفي رواية ابن ماجه عن هشام بن عمار عن عبد العزيز فخرج إلينا فيها قوله فحسنها فلان أي نسبها إلى الحسن وهو ماض من التحسين في الروايات كلها وفي رواية للبخاري في اللباس من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم فجسها بالجيم وتشديد السين بغير نون وكذا وقع في رواية الطبراني من طريق أخرى عن ابن أبي حازم وقال المحب الطبري فلان هو عبد الرحمن بن عوف وفي الطبراني عن قتيبة هو سعد بن أبي وقاص وقد أخرج البخاري في اللباس والنسائي في الزينة عن قتيبة ولم يذكرا ذلك عنه وفي رواية ابن ماجه فجاء فلان ابن فلان رجل سماه يومئذ وهذا يدل على أن الراوي سماه ونسبه وفي رواية أخرى للطبراني أن السائل المذكور أعرابي ولكن في سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف قوله ما أحسنها كلمة ما هنا للتعجب وهو بنصب النون وفي رواية ابن ماجه فقال يا رسول الله ما أحسن هذه البردة أكسنيها قال نعم فلما دخل طواها وأرسل بها إليه قوله ما أحسنت كلمة ما هنا نافية قوله لبسها النبي محتاجا إليها أي لبس البردة المذكورة النبي حال كونه محتاجا إليها وفي رواية ابن ماجه والله ما أحسنت كساها النبي محتاج إليها أي وهو محتاج إليها قوله أنه لا يرد أي أن النبي لا يرد سائلا وكذا وقع في رواية ابن ماجه بتصريح المفعول ونحوه وقع في رواية يعقوب في البيوع وفي رواية أبي غسان في الأدب لا يسأل شيء