( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
( باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ) .
في بعض النسخ قبل ذكر الباب ذكر التسمية أي هذا باب في بيان فضل الصلاة في مسجد مكة ومسجد المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وإنما لم يذكر في الترجمة بيت المقدس وإن كان مذكورا معهما لكونه أفرده بعد ذلك بترجمة أخرى ( فإن قلت ) ليس في الحديث لفظ الصلاة ( قلت ) المراد من الرحلة إلى المساجد قصد الصلاة فيها ( فإن قلت ) ذكر الصلاة مطلقة ( قلت ) المراد صلاة النافلة ظاهرا وإن كان يحتمل أعم من ذلك وفيه خلاف يأتي بيانه .
212 - ( حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الملك عن قزعة قال سمعت أبا سعيد Bه أربعا قال سمعت من النبي وكان غزا مع النبي ثنتي عشرة غزوة ح حدثنا علي قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة Bه عن النبي قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الأقصى ) .
هذان إسنادان الأول لحديث أبي سعيد الخدري والثاني لحديث أبي هريرة ولكنه لم يتم متن حديث أبي سعيد واقتصر على قوله كان غزا مع النبي ثنتي عشرة غزوة وسيذكر تمامه بعد أربعة أبواب في باب مسجد بيت المقدس وتمامه مشتمل على أربعة أحكام الأول في منع المرأة عن السفر بدون الزوج أو المحرم والثاني في منع صوم يومي العيدين والثالث في منع الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب والرابع في منع شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وحديث أبي هريرة مشتمل على الحكم الرابع فقط ولما كان الحديثان مشتركين في هذا اقتصر في حديث أبي سعيد على ما ذكره طلبا للاختصار وقيل كأنه قصد بذلك الإغماض لينبه غير الحافظ على فائدة الحفظ وظن الداودي أنه ساق الإسنادين لمتن حديث أبي هريرة وليس كذلك لاشتمال حديث أبي سعيد على الأشياء المذكورة ثم وجه مطابقة حديث أبي هريرة للترجمة ظاهرة لا يقال ليس فيه لفظ الصلاة لأنا قد ذكرنا عن قريب أن المراد من الرحلة إلى المساجد المذكورة قصد الصلاة وأما وجه مطابقة حديث أبي سعيد للترجمة من حيث أنه مشترك لحديث أبي هريرة في الحكم الرابع كما ذكرناه وإن لم يذكره ههنا مع أنه ما أخلاه عن الذكر على ما سيأتي إن شاء الله تعالى .
( ذكر رجال الإسنادين ) وهم عشرة الأول حفص بن عمر بن الحارث النمري الثاني شعبة بن الحجاج الثالث عبد الملك بن عمير بضم العين مصغر عمر المعروف بالقبطي مر في باب أهل العلم أولى بالإمامة وإنما قيل له القبطي لأنه كان له فرس سابق يعرف بالقبطي فنسب إليه وكان على قضاء الكوفة بعد الشعبي مات سنة ست وثلاثين ومائة وله من العمر يوم مات مائة سنة وثلاث سنين الرابع قزعة بالقاف والزاي والعين المهملة كلها مفتوحة وقيل بسكون الزاي ابن يحيى وقيل ابن الأسود مولى زياد يكنى أبا العادية الخامس أبو سعيد الخدري واسمه سعيد بن مالك الأنصاري السادس علي بن المديني وقد تكرر ذكره السابع سفيان بن عيينة الثامن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري التاسع سعيد بن المسيب العاشر أبو هريرة .
( ذكر لطائف الإسناد الأول ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع واحد وفيه السماع في موضعين وفيه القول في أربعة مواضع وفيه أن شيخه بصري وهو من أفراده وشعبة واسطي وعبد الملك كوفي وروايته عن قزعة من رواية الأقران لأنهما من طبقة واحدة وقزعة بصري وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي .
( ذكر لطائف الإسناد الثاني ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في أربعة مواضع وفيه القول في موضعين وفيه أن السفيان مكي والزهري وسعيد بن المسيب مدنيان وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي