غيره قال سمعت رسول الله يقول إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان له أخوة تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه وأخرجه الترمذي أيضا ولفظه قال قال رسول الله إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه .
بيان اللغات قوله بالربذة بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة موضع قريب من المدينة منزل من منازل خارج العراق بينها وبين المدينة ثلاثة مراحل قريب من ذات عرق قوله حلة بضم الحاء المهملة وتشديد اللام وهي إزار ورداء ولا يسمى حلة حتى تكون ثوبين ويقال الحلة ثوبان غير لفقين رداء وإزار سميا بذلك لأن كل واحد منهما يحل على الآخر قوله ساببت أي شاتمت وهكذا هو في رواية الإسماعيلي قوله فعيرته بالعين المهملة أي نسبته إلى العار وفي ( العباب ) العار السبة والعيب ومنه المثل النار ولا العار أي اختر النار أو الزمها وعاره يعيره إذا عابه وهو من الأجوف اليائي يقال عيرته بكذا وعيرته كذا قوله خولكم بفتح الواو وخول الرجل حشمه الواحد خايل وقد يكون الخول واحدا وهو اسم يقع على العبد والأمة قال الفراء هو جمع خايل وهو الراعي وقال غيره هو من التخويل وهو التمليك وقيل الخول الخدم وسموا به لأنهم يتخولون الأمور أي يصلحونها وقال القاضي أي خدمكم وعبيدكم الذين يتخولون أموركم أي يصلحون أموركم ويقومون بها يقال خال المال يخوله إذا أحسن القيام عليه ويقال هو لفظ مشترك تقول خال المال والشيء يخول وخلت أخول خولا إذا أسست الشيء وتعاهدته وأحسنت القيام عليه والخايل الحافظ ويقال خايل المال وخايل مال وخولي مال وخوله الله الشيء أي ملكه إياه قوله ولا تكلفوهم من التكليف وهو تحميل الشخص شيئا معه كلفة وقيل هو الأمر بما يشق قوله ما يغلبهم أي ما يصير قدرتهم فيه مغلوبة يقال غلبه غلبا بسكون اللام وغلبا بتحريكها وغلبة بإلحاق الهاء وغلابية مثل علانية وغلبة مثل خرقة وغلبي بضمتين مشددة الباء مقصورة ومغلبة قوله فأعينوهم من الإعانة وهي المساعدة .
بيان الإعراب قوله لقيت فعل وفاعل وأبا ذر مفعوله قوله بالربذة في محل النصب على الحال أي لقيته حال كونه بالربذة وقوله وعليه حلة جملة إسمية حال أيضا وكذا قوله وعلى غلامه حلة قوله فسألته عطف على قوله لقيت أبا ذر قوله ساببت فعل وفاعل و رجلا مفعوله قوله فعيرته عطف على ساببته فإن قلت هذا عطف الشيء على نفسه لأن التعيير هو نفس السب وكيف تصح الفاء بينهما وشرط المعطوفين مغايرتهما قلت هما متغايران بحسب المفهوم من اللفظ ومثل هذه الفاء تسمى بالفاء التفسيرية كما في قوله تعالى توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ( البقرة 54 ) حيث قال في التفسير إن القتل هو نفس التوبة قوله يا باذر أصله يا أبا ذر بالهمزة فحذفت للعلم بها تخفيفا قوله أعيرته الهمزة فيه للاستفهام على وجه الإنكار التوبيخي وقول من قال للتقرير بعيد قوله امرؤ مرفوع لأنه خبر إن وهو من نوادر الكلمات إذ حركة عين الكلمة تابعة للامها في الأحوال الثلاث وفي ( العباب ) المرء الرجل يقال هذا امرؤ صالح ورأيت مرأ صالحا ومررت بمره صالح وضم الميم في الأحوال الثلاث لغة وهما مرآن صالحان ولا يجمع على لفظه وتقول هذا مرء بالضم و رأيت مرأ بالفتح ومررت بمرء بالكسر معربا من مكانين وتقول هذا أمرأ بفتح الراء وكذلك رأيت أمرأ أو مررت بأمرى بفتح الراءآت وبعضهم يقول هذه مرأة صالحة ومرة أيضا بترك الهمزة وتحريك الراء بحركتها فإن جئت بألف الوصل كان فيه أيضا ثلاث لغات فتح الراء على كل حال حكاها الفراء وضمها على كل حال وإعرابها على كل حال وتقول هذا أمرؤ ورأيت أمرأ أو بمررت بامرىء معربا من مكانين وهذه امرأة مفتوحة الراء على كل حال وإعرابها على كل حال فإن صغرت أسقطت ألف الوصل فقلت مرىء ومريئة قوله جاهلية مرفوع بالابتداء وفيك مقدما خبره قوله إخوانكم خولكم يجوز فيه الوجهان أحدهما أن يكون خولكم مبتدأ و إخوانكم مقدما خبره وتقديمه للاهتمام كما سنبينه عن قريب إن شاء الله تعالى والآخر أن يكون اللفظان خبرين حذف من كل واحد منهما المبتدأ تقديره هم إخوانكم هم خولكم قوله جعلهم الله جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الرفع على أنها