لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا ) .
مطابقته للترجمة في قوله نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل وذلك أن الرجل إذا كان يصلي بالليل يستحق أن يوصف بنعم الرجل هذا واستحقاقه لذلك بسبب مباشرته صلاة الليل ولو لم يكن لصلاة الليل فضل لما استحق فاعلها الثناء الجميل وفي رواية نافع عن ابن عمر في التعبير أن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل وهذا أصرح في المدح وأبين في المقصود .
( ذكر رجاله ) وهم ثمانية الأول عبد الله بن محمد الجعفي المسندي الثاني هشام بن يوسف الصنعاني الثالث معمر بفتح الميمين ابن راشد الرابع محمود بن غيلان بفتح الغين المعجمة المروزي الخامس عبد الرزاق بن همام السادس محمد بن مسلم الزهري السابع سالم بن عبد الله الثامن أبوه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وبصيغة الإفراد في موضع وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع وفيه القول في ثلاثة مواضع وجعل خلف هذا الحديث في مسند ابن عمر وجعل بعضه في مسند حفصة وأورده ابن عساكر في مسند ابن عمر والحميدي في مسند حفصة وذكر في رواية نافع عن ابن عمر أنهما من مسند ابن عمر وقال إذ لا ذكر فيها لحفصة فحاصله أنهم جعلوا رواية سالم من مسند حفصة ورواية نافع من مسند ابن عمر .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في باب نوم الرجال في المسجد فيما مضى وأخرجه فيما يأتي في باب فضل من تعار من الليل في مناقب ابن عمر وأخرجه مسلم في فضائل عبد الله بن عمر حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن حميد واللفظ لعبد قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال كان الرجل في حياة رسول الله إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي قال وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار الحديث .
( ذكر معناه ) قوله كان الرجل الألف واللام فيه لا تصلح أن تكون للعهد على ما لا يخفى بل هي للجنس قوله رؤيا على وزن فعلى بالضم بلا تنوين وهو يختص بالمنام كما أن الرأي يختص بالقلب والرؤية تختص بالعين قوله قصها من قصصت الرؤيا على فلان إذا أخبرته بها وأقصها قصا والقص البيان قوله فتمنيت أن أرى وفي رواية الكشميهني إني أرى وزاد في التعبير من وجه آخر فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء ويؤخذ منه أن الرؤيا الصالحة تدل على خير رائيها قوله فإذا هي مطوية كلمة إذا للمفاجأة ومعنى مطوية مبنية الجوانب فإن لم تبن فهي القليب قوله فإذا لها قرنان أي جانبان وقرنا الرأس جانباه ويقال القرنان منارتان عن جانبي البئر تجعل عليهما الخشبة التي تعلق عليها البكرة قال الكرماني أو ضفيرتان وفي بعضها قرنين ( فإن قلت ) فما وجهه إذ هو مشكل ( قلت ) إما أن يقال تقديره فإذا لها مثل قرنين فحذف المضاف وترك المضاف إليه على إعرابه وهو كقراءة والله يريد الآخرة بجر الآخرة أي عرض الآخرة وإما أن يقال إذا المفاجأة تتضمن معنى الوجدان فكأنه قال فإذا وجدت لها قرنين كما يقول الكوفيون في قولهم كنت أظن العقرب أشد لسعا من الزنبور فإذا هو إياها أن معناه فإذا وجدته هو إياها قوله لم ترع بضم التاء المثناة من فوق وفتح الراء وسكون العين المهملة معناه لم تخف قال الجوهري يقال لا ترع معناه لا تخف ولا يلحقك خوف وفي رواية الكشميهني لن تراع وزاد فيه إنك رجل صالح وقال القرطبي إنما فسر الشارع من رؤيا عبد الله بما هو ممدوح لأنه عرض على النار ثم عوفي منها وقيل له لا روع عليك وذلك لصلاحه غير أنه لم يكن يقوم من الليل فحصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقي به النار والدنو