مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال أو مسلما ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال أو مسلما ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله ثم قال يا سعد إنى لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار .
( الحديث 27 - طرفه في 1478 ) .
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة وهي أن الاسلام إن لم يكن على الحقيقة لا يقبل فلذلك قال عليه السلام أو مسلما لأن فيه النهي عن القطع بالإيمان لأنه باطن لا يعلمه إلا الله والإسلام معلوم بالظاهر وقال بعضهم مناسبة الحديث للترجمة من حيث إن المسلم يطلق على من أظهر الإسلام وإن لم يعلم باطنه قلت ليست المناسبة إلا ما ذكرناه فإن موضوع الباب ليس على إطلاق المسلم على من يظهر الإسلام على ما لا يخفى .
( بيان رجاله ) وهم خمسة الأول ابو اليمان الحكم بن نافع الحمصي الثاني شعيب بن ابي حمزة الاموي الثالث محمد بن مسلم الزهري الرابع عامر بن سعد بن ابي وقاص القرشي الزهري سمع اباه وعثمان وجابر بن سمرة وجماعة من الصحابة روى عنه سعد بن المسيب وسعد بن ابراهيم والزهري وآخرون وكان ثقة كثير الحديث مات سنة ثلاث أو أربع ومائة بالمدينة روى له الجماعة الخامس ابو إسحاق سعد بن ابي وقاص بالقاف المشددة من الوقص وهو الكسر واسمه مالك بن وهيب ويقال اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي احد العشرة المبشرة بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب Bه أمر الخلافة إليهم وأمه حمنة بنت سفيان اخي حرب وأخوته بني امية ابن عبد شمس يلتقي سعد مع رسول الله في كلاب وهو الأب الخامس أسلم قديما وهو ابن اربع عشرة سنة بعد أربعة وقيل بعد ستة وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد وكان مجاب الدعوة وهو اول من رمى بسهم في سبيل الله واول من أراق دما في سبيل الله وكان يقال له فارس الاسلام وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى المدينة قبل قدوم النبي اليها روي له عن رسول الله مائتا حديث وسبعون حديثا اتفقا منها على خمسة عشر وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بثمانية عشر روى له الجماعة وهو الذي فتح مدائن كسرى في زمن عمر Bه وولاه عمر العراق وهو الذي بنى الكوفة ولما قتل عثمان Bه إعتزل سعد الفتن ومات بقصره بالعقيق على عشرة اميال من المدينة سنة سبع وخمسين وقيل خمس وهو ابن بضع وسبعين سنة وحمل إلى المدينة على أرقاب الرجال وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة ودفن بالبقيع وهو آخر العشرة موتا وعن محمد بن سعد عن جابر بن عبد الله قال أقبل سعد ورسول الله جالس فقال هذا خالي فليرني امرؤ خاله وذلك أن أمه عليه السلام آمنة بنت وهب بن عبد مناف وسعد هو ابن مالك بن وهيب اخي وهب ابني عبد مناف وفي الصحابة من اسمه سعد فوق المائة والله اعلم .
بيان لطائف اسناده منها ان فيه التحديث والإخبار والعنعنة ومنها ان فيه ثلاثة زهريين مدنيين ومنها ان فيه ثلاثة تابعين يروي بعضهم عن بعض ابن شهاب وعامر وصالح وصالح اكبر من ابن شهاب لأنه ادرك ابن عمر Bهما ومنها ان فيه رواية الأكابر عن الاصاغر ومنها ان قوله عن سعد ان رسول الله هكذا هو هنا ووقع في رواية الإسماعيلي عن سعد هو ابن ابي وقاص .
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره اخرجه البخاري ههنا عن ابي اليمان عن شعيب وأخرجه في الزكاة عن محمد بن عزيز حدثنا يعقوب بن ابراهيم عن ابيه عن صالح كلاهما عن الزهري به عن عامر وأخرجه مسلم في الإيمان والزكاة عن ابن عمر وعن سفيان عن الزهري وعن زهير عن يعقوب بن ابراهيم عن ابيه عن صالح كلهم عن الزهري به وفي الزكاة عن اسحاق بن ابراهيم وعبد بن حميد انبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وأخرجه ابو داود ايضا من طريق معمر وقد اعترض على مسلم في بعض طرق هذا الحديث في قوله عن سفيان عن الزهري به ورواه الحميدي وسعيد بن عبد الرحمن ومحمد بن الصباح الجرجراي كلهم عن سفيان عن معمر عن الزهري به وهذا هو المحفوظ عن سفيان ذكره الدارقطني في الاستدراكات على مسلم وأجاب النووي بأنه يحتمل ان سفيان سمعه من الزهري مرة