منصوب على الحال أي قائلين ذلك قوله إنا مؤمنون ( الدخان 21 ) موعدة بالإيمان إن كشف عنهم العذاب قال الله تعالى أنى لهم الذكرى ( الدخان 31 ) أي من أين لهم التذكر والاتعاظ بعد نزول البلاء وحلول العذاب ( و ) الحال أنه قد جاءهم رسول ( الدخان 31 ) بما هو أعظم من ذلك وأدخل في وجوب الأذكار من كشف الدخان وهو ما ظهر على رسول الله من الآيات البينات من الكتاب المعجز وغيره من المعجزات فلم يذكروا وتولوا عنه وبهتوه بأن عداسا غلاما أعجميا لبعض ثقيف هو الذي علمه ونسبوه إلى الجنون وهو معنى قوله ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ( الدخان 41 ) ثم قال إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ( الدخان 51 ) إلى ( كفركم ) ثم قال يوم نبطش البطشة الكبرى ( الدخان 61 ) وهو يوم بدر كما في متن حديث الباب وعن الحسن البطشة الكبرى يوم القيامة .
قوله فقد مضت إلى آخره من كلام ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ولم يسنده إلى النبي وقال ابن دحية الذي يقتضيه النظر الصحيح حمل أمر الدخان على قضيتين إحداهما وقعت وكانت والأخرى ستقع قلت فعلى هذا هما دخانان أحدهما الذي يملأ ما بين السماء والأرض ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة وهو كهيئة الدخان وهيئة الدخان غير الدخان الحقيقي والآخر هو الدخان الذي يكون عند ظهور الآيات والعلامات ويقال هو من آثار جهنم يوم القيامة ولا يمتنع إذا ظهرت تلك العلامات أن يقولوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ( الدخان 21 ) قوله واللزام اختلف فيه فذكر ابن أبي حاتم في تفسره أنه القتل الذي أصابهم ببدر روى ذلك عن ابن مسعود وأبي بن كعب ومحمد بن كعب ومجاهد وقتادة والضحاك قال القرطبي فعلى هذا تكون البطشة واللزام واحدا وعن الحسن اللزام يوم القيامة وعنه أنه الموت وقيل يكون ذنبكم عذابا لازما لكم وفي ( المحكم ) اللزام الحساب وفي ( الصحيح ) عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر قوله وآية الروم وهو أن المسلمين حين اقتتلت فارس والروم كانوا يحبون ظهور الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وكل كفار قريش يحبون ظهور فارس لأنهم مجوس وكفار قريش عبدة أوثان فتخاطر أبو بكر وأبو جهل في ذلك أي أخرجا شيئا وجعلوا بينهم مدة بضع سنين فقال إن البضع قد يكون إلى تسع أو قال إلى سبع فزده في المدة أو في الخطار ففعل فغلبت الروم فقال تعالى آلم غلبت الروم ( الروم 1 و2 ) يعني المدة الأولى قبل الخطاب ثم قال وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ( الروم 3 و4 ) إلى قوله يفرح المؤمنون بنصر الله ( الروم 4 و5 ) يعني بغلبة الروم فارسا وربما أخذوا من الخطار وقال الشعبي كان القمار في ذلك الوقت حلالا والله تعالى أعلم .
3 - .
( باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا ) .
أي هذا باب في بيان سؤال الناس الإمام فقوله سؤال الناس مصدر مضاف إلى فاعله وقوله الإمام بالنصب مفعوله والاستسقاء بالنصب مفعول آخر فإن قلت الفعل من غير أفعال القلوب لا يجيء له مفعولان صريحان بل يجيء إذا كان أحدهما غير صريح وكيف هو ههنا قلت الذي قلته هو الأكثر وقد يجيء مطلقا أو نقول انتصاب الاستسقاء بنزع الخافض أي عن الاستسثقاء يقال سألته الشيء وسألته عن الشيء قوله إذا قحطوا على صيغة المعلوم بفتح القاف والحاء وبلفظ المجهول يقال قحط المطر قحوطا إذا احتبس وحكى الفراء قحط بالكسر وجاء قحط القوم على صيغة المجهول قحطا وقال الكرماني ما معنى المعروف إذ المطر هو المحتبس لا الناس وأجاب بأنه من باب القلب أو إذا كان هو محتبسا عنهم فهم محتبسون عنه قيل لو أدخل البخاري حديث ابن مسعود المذكور في الباب الذي قبله لكان أنسب وأوضح وأجيب بأن الذي سأل قد يكون مشركا وقد يكون مسلما وقد يكون من الفريقين والسائل في حديث ابن مسعود كان مشركا حينئذ فناسب أن يذكر في الذي بعده من يشمل الفريقين فلذلك ذكر في الترجمة ما يشملهما وهو لفظ الناس .
8001 - حدثنا ( عمرو بن علي ) قال حدثنا ( أبو قتيبة ) قال حدثنا ( عبد الرحمان بن عبد الله ابن دينار ) عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب .
( وأبيض يستسقى الغمام بوجهه .
ثمال اليتامى عصمة للأرامل ) .
( الحديث 8001 - طرفه في 9001 )