المذكور فإن أراد أفضل أيام الأسبوع تعين يوم الجمعة جمعا بين حديث الباب وحديث أبي هريرة مرفوعا خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة رواه مسلم وقال الداودي لم يرد أن هذه الأيام خير من يوم الجمعة لأنه قد يكون فيها يوم الجمعة فيلزم تفضيل الشيء على نفسه ورد بأن المراد أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة سواء كان يوم الجمعة أم لا ويوم الجمعة فيه أفضل من يوم الجمعة في غيره لاجتماع الفضيلتين فيه والله أعلم .
12 - .
( باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة ) .
أي هذا باب في بيان التكبير أيام منى وهي يوم العيد والثلاثة بعده قوله وإذا غدا إلى عرفة أي صبيحة يوم التاسع .
وكان عمر رضي الله تعالى عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا .
مطابقته للجزء الأول للترجمة ظاهرة وهو تعليق وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال كان عمر يكبر في قبته بمنى ويكبر أهل المسجد ويكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا قوله في قبتهد القبة بضم القاف وتشديد الباء الموحدة من الخيام بين صغير مستدير وهو من بيوت العرب قوله حتى ترتج يقال ارتج البحر بتشديد الجيم إذا اضطرب والرج التحريك قوله منى فاعل ترتج قوله تكبيرا نصب على التعليل أي لأجل التكبير وهو مبالغة في إجتماع رفع الأصوات .
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا .
مطابقته للجزء الأول للترجمة ظاهرة وهو تعليق وصله ابن المنذر والفاكهي في ( أخبار مكة ) من طريق ابن جريج أخبرني نافع أن ابن عمر فذكره سواء ذكره البيهقي أيضا قوله تلك الأيام أي أيام منى قوله خلف الصلوات ظاهره يتناول الفرائض والنوافل قوله وعلى فرشه ويروى فراشه قوله وفي فسطاطه فيه ست لغات فسطاط وفستاط وفساط بتشديد السين أصله فسساط فأدغمت السين وأصل فسساط فستاط قلبت التاء سينا وأدغمت السين في السين لاجتماع المثلثين وبضم الفاء وكسرها قال الكرماني هو بيت من الشعر وقال الزمخشري هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق وبه سميت المدينة التي فيهما مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط ويقال لمصر والبصرة الفسطاط ويقال الفسطاط الخيمة الكبيرة قوله وممشاه بفتح الميم الأولى موضع المشي ويجوز أن يكون مصدرا ميميا بمعنى المشي قوله تلك الأيام أي في تلك الأيام وإنما كرره للتأكيد والمبالغة وأكده أيضا بلفظ جميعا ويروى وتلك الأيام بواو العطف وبدون الواو رواية أبي ذر على أن يكون ظرفا للمذكورات .
وكانت ميمونة تكبر يوم النحر .
ميمونة هي بنت الحارث الهلالية زوج النبي تزوجها رسول الله سنة ست من الهجرة توفيت بسرف وهو ما بين مكة والمدينة حيث بنى بها رسول الله وذلك سنة إحدى وخمسين وصلى عليها عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما وروى البيهقي أيضا تكبير ميمونة يوم النحر .
وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد .
أبان بفتح الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف نون ابن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وكان فقيها مجتهدا مات بالمدينة سنة خمس ومائة وعمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين من الخلفاء الراشدين وقد تقدم في أول كتاب الإيمان قوله