في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب وهو أثبتهم وقال النووي في ( تهذيب الأسماء ) وأما قولهم إنه أفضل التابعين فمرادهم أفضلهم في علوم الشرع وإلا ففي ( صحيح ) مسلم عن عمر بن الخطاب Bه قال سمعت رسول الله يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وبه بياض فمروه فليستغفر لكم وقال أحمد بن عبد الله كان صالحا فقيها من الفقهاء السبعة بالمدينة وكان أعور وقال ابن قتيبة كان جده حزن أتى النبي فقال له أنت سهل قال لا بل أنا حزن ثلاثا قال سعيد فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا ففي ولده سوء خلق وكان حج أربعين حجة لا يأخذ العطاء وكان له بضاعة أربع مائة دينار يتجر بها في الزيت وكان جابر بن الأسود على المدينة فدعى سعيدا إلى البيعة لابن الزبير فأبى فضربه ستين سوطا وطاف به المدينة وقيل ضربه هشام بن الوليد أيضا حين امتنع للبيعة للوليد وحبسه وحلقه مات سنة ثلاث أو أربع أو خمس وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك بالمدينة وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم وقال الشيخ قطب الدين في ( شرحه ) وفي نسب سعيد هذا يتفاضل النساب في تحقيقه فإن في بني مخزوم عابدا بالباء الموحدة والدال المهملة وعايذ بالمثناة آخر الحروف والذال المعجمة فالأول هو عابد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ومن ولده السائب والمسيب ابنا أبي السائب واسم أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله وولده عبد الله بن السائب شريك النبي وعن النبي أنه قال فيه نعم الشريك وقيل الشريك أبوه السائب وعتيق بن عابد بن عبد الله وكان على خديجة أم المؤمنين Bها قبل رسول الله وأما عايذ بن عمران فمن ولده سعيد وأبوه كما تقدم وفاطمة أم عبد الله والد رسول الله بنت عمرو بن عايذ بن عمران وهبيرة بن أبي وهيب بن عمرو بن عايذ بن عمران وهبيرة هذا هو زوج أم هانىء بنت أبي طالب فر من الإسلام يوم فتح مكة فمات كافرا بنجران والله أعلم السادس أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر Bه وقد مر ذكره .
( بيان لطائف اسناده ) منها ان فيه التحديث والعنعنة ومنها ان فيه شيخين للبخاري ومنها أن فيه أربعة كلهم مدنيون .
( بيان من أخرجه غيره ) أخرجه مسلم أيضا في كتاب الإيمان وأخرجه النسائي أيضا نحوه وفي رواية للنسائي أى الأعمال أفضل قال الإيمان بالله ورسوله ولم يزد وأخرجه الترمذى ايضا ولفطه قال سئل رسول الله أي الأعمال خير وذكر الحديث وفيه قال الجهاد سنام العمل .
( بيان اللغات ) قوله أفضل أي الأكثر ثوابا عند الله وهو أفعل التفضيل من فضل يفضل من باب دخل يدخل ويقال فضل يفضل من باب سمع يسمع حكاها ابن السكيت وفيه لغة ثالثة فضل بالكسر يفضل بالضم وهي مركبة شاذة لا نظير لها قال سيبويه هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال وكذلك نعم ينعم ومت تموت ودمت تدوم وكدت تكاد وفي ( العباب ) فضلته فضلا أي غلبته بالفضل وفضل منه شيء والفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة قوله الجهاد مصدر جاهد في سبيل الله مجاهدة وجهادا وهو من الجهد بالفتح وهو المشقة وهو القتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله والسبيل الطريق يذكر ويؤنث قوله حج مبرور الحج في اللغة القصد وأصله من قولك حججت فلانا أحجه حجا إذا عدت إليه مرة بعد اخرى فقيل حج البيت لأن الناس يأتونه في كل سنة قاله الأزهري وفي ( العباب ) رجل محجوج أي مقصود وقد حج بنو فلان فلانا إذا اطالوا الاختلاف إليه قال المخبل السعدي ( واشهد من عوف حلولا كثيرة .
يحجون سب الزبرقان المزعفرا ) .
قال ابن السكيت يقول يكثرون الاختلاف إليه هذا الأصل ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكة حرسها الله للنسك تقول حججت البيت أحجه حجا فأنا حاج ويجمع على حجج مثل بازل وبزل وعائد وعوذ إنتهى وفي الشرع الحج قصد زيارة البيت على وجه التعظيم وقال الكرماني الحج قصد الكعبة للنسك بملابسة الوقوف بعرفة قلت الحلول بضم الحاء المهملة يقال قوم حلول أي نزول وكذلك حلال بالكسر والسب بكسر السين المهملة وتشديد الباء الموحدة