من سائر الوجوه في باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت لأنه أخرجه هناك عن معاذ بن فضالة عن هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر وههنا أخرجه عن يحيى بن جعفر والنسخ مختلفة فيه ففي أكثر الروايات حدثنا يحيى حدثنا وكيع ووقع في رواية أبي ذر يحيى بن موسى ووقع في نسخة صحيحة بعلامة المستملي يحيى بن جعفر ووقع في بعض النسخ يحيى ابن موسى بن جعفر وهو غلط والنسخة المعتمد عليها يحيى بن جعفر بن أعين أبو زكريا البخاري يحيى البيكندي مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين وهو من أفراد البخاري وأما يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم فهو الملقب بخت بفتح الخاء المعجمة وتشديد التاء المثناة من فوق وهو أيضا من مشايخ البخاري وهو أيضا من أفراده وروى عنه البخاري في البيوع والحج ومواضع وقال مات سنة أربعين ومائتين .
ثم اختلفوا في سبب تأخير الصلاة يوم الخندق فقال بعضهم اختلفوا هل كان نسيانا أو عمدا وعلى الثاني هل كان للشغل بالقتال أو لتعذر الطهارة أو قبل نزول آية الخوف انتهى قلت الأحسن في ذلك مع مراعاة الأدب هو الذي قاله الطحاوي وقد يجوز أن يكون النبي لم يصل يومئذ يعني يوم الخندق لأنه كان يقاتل فالقتال عمل والصلاة لا يكون فيها عمل وقد يجوز أن يكون لم يصل يومئذ لأنه لم يكن أمر حينئذ أن يصلي راكبا وأما القتال في الصلاة فإنه يبطل الصلاة عندنا وقال مالك والشافعي وأحمد لا يبطل والله تعالى أعلم .
5 - .
( باب صلاة الطالب والمطلوب راكبا وإيماء ) .
أي هذا باب في بيان صلاة الطالب وصلاة المطلوب قوله راكبا حال قوله وقائما عطف عليه وفي بعض النسخ أو قائما من القيام بالقاف في رواية الحموي وفي رواية الأكثرين راكبا وإيماء أي حال كونه موميا .
وقال الوليد ذكرت للأوزاعي صلاة شرحبيل بن السمط وأصحابه على ظهر الدابة فقال كذالك الأمر عندنا إذا تخوف الفوت واحتج الوليد بقول النبي لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة .
مطابقته للترجمة من حيث إن شرحبيل ومن معه كانوا ركبانا والإجماع على أن المطلوب لا يصلي إلا راكبا فكانوا مطلوبين راكبين ولو كانوا طالبين أيضا فالمطابقة حاصلة والوليد بفتح الواو وهو ابن مسلم القرشي الأموي الدمشقي يكنى أبا العباس وقال كاتب الواقدي حج سنة أربع وتسعين ومائة ثم انصرف فمات في الطريق قبل أن يصل إلى دمشق والأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو وشرحبيل بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة ابن السمط بفتح السين المهملة وكسر الميم على وزن الكتف قاله الغساني وقال ابن الأثير بكسر السين وسكون الميم ابن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة الكندي أبو يزيد ويقال أبو السمط الشامي مختلف في صحبته ذكره في ( الكمال ) من التابعين وقال ويقال له صحبة للنبي ويقال لا صحبة له وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة وقال جاهلي إسلامي وفد إلى النبي وأسلم وقد شهد القادسية وولي حمص وهو الذي افتتحها وقسمها منازل وقال النسائي ثقة وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب ( تاريخ الحمصيين ) توفي بسلمية سنة ست وثلاثين ويقال سنة أربعين ويقال مات بصفين وليس له في البخاري في غير هذا الموضع وهو تعليق رواه الطبراني وابن عبد البر من وجه آخر عن الأوزاعي قال قال شرحبيل بن السمط لأصحابه لا تصلوا الصبح إلا على ظهر فنزل الأشتر يعني النخعي فصلى على الأرض فقال شرحبيل مخالف خالف الله به وروى ابن أبي شيبة عن وكيع حدثنا ابن عون عن رجاء بن حيوة الكندي قال كان ثابت بن السمط أو السمط بن ثابت في مسير في خوف فحضرت الصلاة فصلوا ركبانا فنزل الأشتر فقال ماله فقالوا نزل يصلي قال ماله خالف خولف به انتهى وذكر ابن حبان أن ثابت بن السمط أخو شرحبيل بن السمط فإذا كان كذلك فيشبه أن يكونا كانا في ذلك الجيش فنسب إلى كل منهما وقد ذكر شرحبيل جماعة في الصحابة وثابتا في التابعين وقال ابن بطال طلبت قصة شرحبيل بن السمط بتمامها