وفي الحديث أيضا كانوا بعد انصرافهم منها يبتغون ما كانت تلك المرأة تهيؤه من أصول السلق وهو أيضا رزق ساقه الله إليهم ذكر رجاله وهم أربعة الأول سعيد بن أبي مريم وهو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم البصري الثاني أبو غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة هو محمد بن مطرف المدني الثالث أبو حازم بالحاء المهملة وبالزاي هو سلمة بن دينار الرابع سهيل بن سعيد بن مالك الأنصاري والساعدي .
ذكر لطائف إسناده وفيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه القول في ثلاثة مواضع وفيه راويان مذكوران بالكنية وفيه أن رجاله مدنيون ما خلا شيخ البخاري فإنه مصري .
ذكر معناه قوله امرأة لم يعلم اسمها قوله تجعل بالجيم والعين المهملة وفي رواية الكشميهني تحقل بالحاء المهملة والقاف أي تزرع وقال الجوهري الحقل الزرع إذا تشعب ورقه قبل أن يغلظ سوقه تقول منه أحقل الزرع ومنه المحاقلة وهو بيع الزرع وهو في سنبله قوله على أربعاء جمع ربيع كأنصباء جمع نصيب وهو الجداول وذكر ابن سيده أن الربيع هو الساقية الصغيرة تجري إلى النخل مجاريه وقال ابن التين هي الساقية وقيل النهر الصغير وقال عبد الملك هو حافات الأحواض ومجاري المياه الجداول جمع جدول وهو النهر الصغير قاله الجوهري قوله في مزرعة بفتح الراء وحكى ابن مالك جواز تثليثها قوله سلقا بكسر السين وهو معروف وانتصابه على أنه مفعول تجعل أو تحقل على الروايتين وقال الكرماني وسلق بالرفع مبتدأ خبرهلها أو مفعول ما لم يسم فاعله على تقدير أن يجعل بلفظ المجهول وبالنصب إن كان بلفظ المعروف وحينئذ الأصل فيه أن يكتب بالألف لكن جاز على اللغة الربيعية أن يسكن بدون الألف لأنهم يقفون على المنصوب المنون بالسكون فلا يحتاج الكاتب على لغتهم إلى الألف ومثله كثير في هذا الصحيح نحو سمعت أنس ورأيت سالم انتهى قلت تصرفه في إعراب سلقا تعسف مع عدم مجيء الرواية على الرفع وهو منصوب قطعا على ما ذكرنا قوله تطحنها من الطحن ومحله النصب على الحال من شعير قاله الكرماني وليس كذلك لأن شرط ذي الحال أن يكون معرفة والجملة بعد النكرة صفة وفي رواية المستملي تطبخها من الطبخ قوله عرقه بفتح العين وسكون الراء المهملتين وفتح القاف بعدها هاء الضمير أي عرق الطعام الذي تطبخه المرأة من أصول السلق وقال بعضهم أي عرق الطعام وليس بشيء لأنه لم يمض ذكره ولفظ الطعام قد ذكر فيما بعده والعرق اللحم الذي على العظم يقال عرقت العظم عرقا إذا أكلت ما عليه من اللحم والمراد أن أصول السلق كانت عوضا عن اللحم وفي رواية الكشميهني غرقة بفتح الغين المعجمة وكسر الراء وبعد القاف هاء تأنيث بمعنى مغروقة يعني السلق يغرق في المرقة لشدة نضجه قوله فنلعقه من لعق يلعق من باب علم يعلم واختيار ثعلب في الفصيح هكذا بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل .
ذكر ما يستفاد منه فيه جواز السلام على النسوة الأجانب واستحباب التقرب بالخير ولو بالشيء الحقير وفيه قناعة الصحابة رضي الله تعالى عنهم وشدة العيش وعدم حرصهم على الدنيا ولذاتها وفيه المبادرة إلى الطاعة .
939 - حدثنا ( عبد الله بن مسلمة ) قال حدثنا ( ابن أبي حازم ) عن أبيه عن ( سهل ) بهاذا وقال ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة .
عبد الله بن مسلمة بفتح الميمين هو القعنبي وابن أبي حازم هو عبد العزيز ابن أبي حازم سلمة بن دينار المدني مات سنة أربع وثمانين ومائة وهو ساجد وقال أبو داود مات فجأة يوم الجمعة في مسجد النبي في التاريخ المذكور قوله بهذا أي بهذا الحديث الذي قبله وأشار بهذا إلى أن أبا غسان وعبد العزيز المذكور اشتركا في رواية هذا الحديث عن أبي حازم وزاد عبد العزيز قوله ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة قوله نقيل بفتح النون من قال يقيل قيلولة فهو قائل والقيلولة الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم وكذلك المقيل وأصله أجوف يائي قوله ولا نتغدى بالغين المعجمة والدال المهملة من الغداء وهو الطعام الذي يؤكل أول النهار واستدلت الحنابلة بهذا الحديث لأحمد على جواز صلاة الجمعة قبل الزوال ورد عليهم بما قاله ابن بطال بأنه لا دلالة فيه على هذا لأنه لا يسمى بعد الجمعة وقت الغداء بل فيه أنهم كانوا يتشاغلون عن الغداء والقائلة بالتهيىء