عن هشام فإن قلت أخرج ابن خزيمة من طريق وهب عن مالك وابن لهيعة جميعا عن أبي الأسود هذا الحديث قال فيه قالت وهو يقرأ يعني العشاء الآخرةقلت هذه رواية شاذة ويمكن أن يكون سياقه من ابن لهيعة لأن ابن وهب رواه في ( الموطأ ) عن مالك فلم يعين الصلاة وبهذا سقط الاعتراظ الذي حكاه ابن التين عن بعض المالكية حيث أنكر أن تكون الصلاة المفروضة صلاة الصبح فقال ليس في الحديث بيانها والأولى أن تحمل على النافلة لأن الطواف يمتنع إذا كان الإمام في صلاة الفريضة انتهى وأجيب بأن هذا رد للحديث الصحيح بغير حجة بل يستفاد من هذا الحديث جواز ما منعه .
771 - حدثنا ( آدم ) قال حدثنا ( شعبة ) قال حدثنا ( سيار بن سلام ) قال ( دخلت ) أنا ( وأبي على أبي برزة الأسلمي ) فسألناه عن وقت الصلوات فقال كان النبي يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصر ويرجع الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حية ونسيت ما قال في المغرب ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل ولا يحب النوم قبلها ولا الحديث بعدها ويصلي الصبح فينصرف الرجل فيعرف جليسه وكان يقرأ في الركعتين أو إحداهما ما بين الستين إلى المائة .
مطابقته للترجمة في قوله وكان يقرأ إلى آخره وفيه إثبات القراءة في الفجر ولأجل ذلك بوب البخاري هذا التبويب مع أنه ذكر هذا الحديث في باب وقت الظهر عند الزول وأخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي المنهال عن أبي برزة بفتح الباء الموحدة واسمه نضلة بن عبيد وأخرج ههنا عن آدم بن أبي إياس إلى آخره وقد ذكرنا هناك جميع ما يتعلق به .
قوله عن وقت الصلوات وفي رواية أبي ذر الصلاة بالإفراد والمراد المكتوبات قوله وكان يقرأ إلى آخره معناه من الآيات ما بين الستين إلى المائة وهذه الزيادة تفرد بها شعبة عن أبي المنهال والشك فيه منه وروى أبو داود من حديث عمرو بن حريث قال كأني أسمع صوت النبي يقرأ في صلاة الغداة فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ( التكوير 1و2 ) أراد أنه كان يقرأ إذا الشمس كورت وهي مكية وتسع وعشرون آية وزاد أبو جعفر فأين تذهبون ( التكوير 26 ) ومائة وأربعون كلمة وخمس مائة وثلاثة وثلاثون حرفا والخنس النجوم التي تخنس بالنهار فلا ترى وتكنس بالليل إلى مجاريها أي تستتر كما يكنس الظبا في المغار وهي الكناس وقال الفراء هي النجوم الخمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد وروى مسلم من حديث قطبة بن مالك أنه سمع النبي يقرأ في الصبح والنخل باسقات لها طلع نضيد ( ق 10 ) أراد أنه كان يقرأ سورة ق والقرآن المجيد وهي مكية وهي خمس وأربعون آية وثلاثمائة وسبع وخمسون كلمة وألف وأربعمائة وتسعون حرفا ومعنى قوله والنخل باسقات ( ق 10 ) يعني طوالا في السماء وقيل بسوقها استقامتها في الطول وقيل مواقير وحوامل وروى مسلم أيضا من حديث جابر بن سمرة أن النبي كان يقرأ الفجر بقاف وكانت قراءته بعد تخفيف وعند السراج بقاف ونحوها وفي لفظ وأشباهها وروى النسائي عن أم هشام بنت حارثة قالت ما أخذت قاف إلا من وراء النبي كان يصلي بها الصبح وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن كان رسول الله ليأمرنا بالتخفيف وأن كان ليؤمنا بالصافات في الفجر قلت هي مكية وهي مائة واثنتان وثلاثون آية وثمان مائة وستون كلمة وثلاثة آلاف وثمان مائة وستة وعشرون حرفا وروى أبو داود عن رجل من الصحابة أن النبي قرأ في الصبح بالروم أي بسورة الروم وهي مكية وهي ستون آية وثمان مائة وبع عشرة كلمة وثلاثة آلاف وخمس مائة وأربعة وثلاثون حرفا وروى أبو موسى المديني في ( كتاب الصحابة ) أن عمر الجهني قال صليت خلف النبي الصبح فقرأ فيها بسورة الحج وسجد فيها سجدتين قلت هي مكية إلا ست آيات نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى هذان خصمان إلى قوله وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط مستقيم ( الحج 19 - 24 ) وهي ثمان وتسعون آية وألف ومائتان وتسعون كلمة وخمسة آلاف وخمسة