لهم أنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا إلى قرب المسجد قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم وفي لفظ كانت ديارنا نائية من المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقرب من المسجد فنهانا رسول الله فقال إن لكم بكل خطوة درجة وعند ابن ماجه من حديث ابن عباس كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتقربوا فنزلت ونكتب ما قدموا وآثارهم قال فثبتوا زاد عبد بن حميد في تفسيره فقالوا بل نثبت مكاننا وقوله تحتسبون بنون الجمع على الأصل في عامة النسخ وشرحه الكرماني بحذف النون فقال ( فإن قلت ) ما وجه سقوط النون ( قلت ) جوز النحاة إسقاط النون بدون ناصب وجازم .
( وقال مجاهد في قوله ونكتب ما قدموا وآثارهم قال خطاهم ) .
فسر مجاهد الآثار بالخطا وعن مجاهد خطاهم آثارهم أي مشوا في الأرض بأرجلهم وفي تفسير عبد بن حميد عن أبي سعيد موقوفا نكتب ما قدموا وآثارهم قال الخطا وعند البزار فقال لهم النبي منازلكم منها تكتب آثاركم وعند الترمذي عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه شكت بنو سلمة إلى النبي بعد منازلهم من المسجد فأنزل الله تعالى ونكتب ما قدموا وآثارهم فقال النبي منازلكم فإنها تكتب آثاركم وقال حسن غريب .
( وقال ابن أبي مريم قال أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني حميد قال حدثني أنس أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي قال فكره رسول الله أن يعروا المدينة فقال ألا تحتسبون آثاركم قال مجاهد خطاهم آثارهم أن يمشى في الأرض بأرجلهم ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة ورجاله تقدموا وابن أبي مريم هو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم المصري ويحيى بن أيوب الغافقي المصري قوله وحدثنا ابن أبي مريم هكذا هو في رواية أبي ذر وحده وفي رواية الباقين وقال ابن أبي مريم وقال صاحب التلويح وقال ابن أبي مريم ثم قال هكذا ذكر هذا الحديث معلقا وكذا ذكره أيضا صاحب الأطراف قال والذي رأيت في كثير من نسخ البخاري وحدثنا ابن أبي مريم وقال أبو نعيم في المستخرج كذا ذكره البخاري بلا رواية يعني معلقا وقال بعضهم هذا هو الصواب ( قلت ) هذه دعوى بلا دليل قوله عن أنس هكذا هو في رواية أبي ذر وحده وفي رواية الباقين حدثنا أنس وكذا ذكره أبو نعيم أيضا قوله فينزلوا قريبا أي منزلا قريبا من مسجد النبي لأن ديارهم كانت بعيدة عن المسجد وقد صرح بذلك في رواية مسلم من حديث جابر بن عبد الله يقول كانت ديارنا بعيدة من المسجد فأردنا أن نبتاع بيوتنا فنتقرب من المسجد فنهانا رسول الله وقال إن لكم بكل خطوة درجة وفي مسند السراج من طريق أبي نضرة عن جابر أرادوا أن يتقربوا من أجل الصلاة وفي رواية ابن مردويه من طريق أخرى عن أبي نضرة عنه قال كانت منازلنا بسلع ( فإن قلت ) في الاستسقاء من حديث أنس وما بيننا وبين سلع من دار فهذا يعارضه ( قلت ) لا تعارض لاحتمال أن تكون ديارهم كانت من وراء سلع وبين سلع والمسجد قدر ميل قوله أن يعروا المدينة وفي رواية الكشميهني أن يعروا منازلهم وهو بضم الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة أي يتركوها عراء أي فضاء خالية قال D فنبذناه بالعراء أي بموضع خال قال ابن سيده هو المكان الذي لا يستتر فيه شيء وقيل الأرض الواسعة وجمعه أعراء وفي الغريبين الممدود المتسع من الأرض قيل له ذلك لأنه لا شجر فيه ولا شيء يغطيه والعرا مقصورا الناحية ووجه كراهة النبي في منعهم من القرب من المسجد هو أنه أراد أن تبقى جهات المدينة عامرة بساكنيها قوله وقال مجاهد خطاهم آثار المشي في الأرض بأرجلهم كذا هو في رواية أبي ذر وفي رواية الباقين وقال مجاهد ونكتب ما قدموا وآثارهم قال خطاهم وهكذا وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه قال في قوله ونكتب ما قدموا قال أعمالهم وفي قوله وآثارهم قال خطاهم وأشار البخاري