ابن طرخان التيمي البصري الرابع أبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بفتح النون وقد مر الكلام فيه في باب الصلاة كفارة الخامس عبد الله بن مسعود .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع وفيه القول في موضعين وفيه أحد الرواة من المخضرمين وهو أبو عثمان وفيه رواية التابعي عن التابعي وهما سليمان وأبو عثمان وفيه أن شيخ البخاري منسوب إلى جده وهو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي وفيه أن الاثنين الأولين من الرواة كوفيان والإثنان الآخران بصريان وفيه عن أبي عثمان بالعنعنة وفي رواية ابن خزيمة من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عثمان .
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في الطلاق عن القعنبي عن يزيد بن زريع وفي خبر الواحد عن مسدد عن يحيى القطان وأخرجه مسلم في الصوم عن زهير بن حرب وعن محمد بن نمير وعن أبي بكر بن أبي شيبة وعن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه أبو داود فيه عن أحمد بن يونس به وعن مسدد به وأخرجه النسائي فيه عن عمرو ابن علي عن يحيى به وفي الصلاة عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه ابن ماجه في الصلاة عن يحيى بن حكيم .
ذكر معناه قوله لا يمنعن أحدكم بنصب أحدكم وفاعله هو قوله أذان بلال قوله أو أحدا منكم شك من الراوي وقال صاحب ( التلويح ) يحتمل أن يكون هذا الشك من زهير فإن جماعة رووه عن سليمان التيمي فقالوا لا يمنعن أحدكم أذان بلال وقال الكرماني أو واحدا منكم ثم قال هل فرق بين أحدكم أو واحدا منكم قلت كلاهما عام لكن الأول من جهة أنه اسم جنس مضاف والثاني لأنه نكرة في سياق النفي انتهى قلت الفرق بين أحد وواحد من جهة المعنى أن أحدا يرجع إلى الذات وواحدا يرجع إلى الصفات قوله من سحوره بفتح السين وهو ما يتسحر به وبضمها التسحر كالوضوء والوضوء وفي بعض النسخ من سحره ولم أعلم صحته قوله فإنه أي فإن بلالا يؤذن بليل أو ينادي شك من الراوي ومعناهما واحد وقوله بليلأي في ليل قوله ليرجع بفتح الياء وكسر الجيم المخففة يستعمل هذا لازما ومتعديا تقول رجع زيد ورجعت زيدا وههنا متعد وفاعله بلال قوله قائمكم بالنصب مفعوله ومعناه يرد القائم أي المتهجد إلى راحته ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطا أو يكون له حاجة إلى الصيام فيتسحر وقال الكرماني ليرجع إما من الرجوع وإما من الرجع وقائمكم مرفوع أو منصوب قلت فهم منه أنه جوز الوجهين ههنا أحدهما كون ليرجع لازما ويكون قائمكم فاعله مرفوعا والآخر يكون متعديا ويكون قائمكم منصوب على أنه مفعول له قوله ولينبه من التنبيه أي وليوقظ نائمكم وقال الكرماني ولينبه من التنبيه وهو الإنباه وفي بعضها ولينتبه من الانتباه قلت جوز الوجهين فيه أيضا ثم قال معناه أنه إنما يؤذن بالليل ليعلمكم أن الصبح قريب فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام لحظة ليصبح نشيطا ويوقظ نائمكم ليتأهب للصبح بفعل ما أراده من تهجد قليل أو تسحر أو اغتسال قلت أو لإيتار إن كان نام عن الوتر وهذا كما ترى جوز الكرماني الوجهين في كل واحد من قوله ليرجع ولينبه ولم يبين أنهما رواية أم لا والظاهر أنه تصرف من جهة المعنى وقال بعضهم من روى ليرجع قائمكم من الترجيع يعني بضم الياء وتشديد الجيم فقد أخطأ قلت أن كان خطؤه من جهة الرواية فيمكن وإلا فمن جهة المعنى فليس بخطأ وتعليل هذا القائل الخطأ بقوله فإنه يصير من الترجيع وهو الترديد وليس بمرده هنا فيه نظر لأن الذي روى من الترجيع له أن يقول ما أردت به الترديد وإنما أردت به التعدية فإن رجع الذي هو لازم يجوز تعديته بالتضعيف كما في سائر الألفاظ اللازمة قوله وليس أن يقول بالياء آخر الحروف وهذا من كلام الرسول أي قال ليس الفجر أو الصبح على الشك من الراوي أن يقول الشخص هكذا وأشار بإصبعيه ورفعهما إلى فوق وطأطأ إلى أسفل وأشار به النبي إلى الفجر الكاذب وهو الضوء المستطيل من العلو إلى السفل وهو من الليل ولا يدخل به وقت الصبح ويجوز فيه التسحر ونحوه قوله حتى يقول هكذا إلى آخره إشارة إلى الصبح الصادق وقد فسر زهير الراوي الصادق بقوله بسبابتيه إلى آخره واعلم أن قوله الفجر اسم ليس وخبره هو قوله أن يقول ومعنى القول بالأصابع الإشارة بها قوله بأصابعه بلفظ الجمع رواية الأكثرين وفي رواية الكشميهني بإصبعيه وقال الكرماني ويروى باصبعه بلفظ