قال أخر النبي صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم صلى ثم قال قد صلى الناس وناموا أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها .
مطابقته للترجمة ظاهرة صريحا .
ذكر رجاله وهم أربعة الأول عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد المحاربي الكوفي ويكنى أبا زياد وهو من قدماء شيوخ البخاري مات سنة إحدى عشرة ومائتين وليس للبخاري في الصحيح عنه غير هذا الحديث الواحد قوله المحاربي بضم الميم وإهمال الحاء وكسر الراء وبالباء الموحدة وهو نسبة إلى محارب ابن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الثاني زائدة بن قدامة بضم القاف وقد تقدم الثالث حميد بضم الحاء الطويل الرابع أنس بن مالك .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضعين وفيه القول في موضعين وفيه أن شيخ البخاري ليس له ههنا إلا هذا الحديث وفيه أن رواته ما بين كوفي وبصري .
ذكر معناه قوله قد صلى الناس أي المعهودون من المسلمين إذ ذاك قوله أما إنكم بتخفيف الميم حرف التنبيه قوله ما انتظرتموها أي مدة انتظاركم والمعنى أن الرجل إذا انتظر الصلاة فكأنه في نفس الصلاة .
وزاد ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني حميد أنه سمع أنسا قال كأني أنظر إلى وبيص خاتمه ليلتئذ .
وهذا تعليق نبه به على أن حميد الطويل سمع أنسا وذكر هذا التعليق أيضا في اللباس بلفظ وقال يحيى بن أيوب عن حميد فذكره وأخرجه مسلم أيضا ووصله البغوي حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا ابن أبي مريم إلى آخره وأول الحديث سئل أنس رضي الله تعالى عنه هل اتخذ النبي خاتما قال نعم أخر العشاء فذكره وفي آخره فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه ليلتئذ وابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم المصري قوله وبيص خاتمه الوبيص بفتح الواو وكسر الباء الموحدة وبالصاد المهملة البريث واللمعان والخاتم فيه أربع لغات كسر التاء وخاتام وخيتام قوله ليلتئذ أي ليلة إذ أخر الصلاة والتنوين عوض عن المضاف إليه .
26 - .
( باب فضل صلاة الفجر ) .
أي هذا باب في بيان صلاة الفجر قوله وقع في رواية أبي ذر ولم يقع في رواية غيره قال الكرماني ولم تظهر مناسبة لفظ الحديث في هذا الموضع وقد يقال الغرض منه باب كذا وباب الحديث الوارد في فضل صلاة الفجر وقال بعضهم ولم يظهر لي توجيه لهذا اللفظ واستبعد توجيه الكرماني ثم قال والظاهر أن هذا وهم ويدل لذلك أنه ترجم لحديث جرير إيضا باب صلاة العصر بغير زيادة ويحتمل أنه كان فيه باب فضل صلاة الفجر والعصر فتحرفت الكلمة الأخيرة قلت استبعاده كلام الكرماني بعيد لأنه لا يبعد أن يقال تقدير كلامه باب في بيان فضل الفجر وفي بيان الحديث الوارد فيه وهذا أوجه من إدعاء الوهم ولا يلزم من قوله لفظ الحديث في باب صلاة الفجر أن تكون هذه اللفظة ههنا وهما والاحتمال الذي ذكره بعيد لأن تحرف العصر بالحديث بعيد جدا .
فإن قلت فما وجه خصوصية هذا الباب بهذه اللفظة دون سائر الأبواب الذي يذكر فيها فضائل الأعمال قلت يحتمل أن يكون وجه ذاك أن صلاة الفجر إنما هي عقيب النوم والنوم أخو الموت ألا ترى كيف ورد أن يقال عند الاستيقاظ من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور فإذا كان كذلك ينبغي أن يجتهد المستيقظ على أداء صلاة الفجر شكرا لله على حياته وإعادة روحه إليه ويعلم أن لإقامتها فضلا عظيما لورود الأحاديث فيه فنبه على ذلك بقوله والحديث وخص هذا الباب بهذه الزيادة .
573 - حدثنا ( مسدد ) قال حدثنا ( يحيى ) عن ( إسماعيل ) قال حدثنا ( قيس ) قال لي ( جرير بن عبد الله ) كنا عند النبي إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال أما إنكم سترون ربكم