ثنية هرشى ثلاث أودية غزال وذو ذوران وكلية وكلها لخزاعة وبأعلى كلية ثلاثة أجبل صغار يقال لها سنابك وغدير خم واد يصب في البحر وفي ( الموعب ) لابن التياني هرشى ثنية قرية من الجحفة وفي ( أسماء الجبال ) للزمخشري هرشى هضبة دون المدينة وقال الشريف على هرشى نقب في حرة بين الأخيمصمي وبين السقيا على طريق المدينة ويليه جبال يقال لها طوال هرشى وفي ( المغيث ) للمديني قيل سميت هرشى لمهارشة كانت بينهم والتهريش الإفساد بين الناس قوله من غلوة بفتح الغين المعجمة قال الجوهري الغلوة الغاية مقدار رمية وفي ( المغيث ) لا تكون الغلوة إلا مع تصعيد السهم وقال ابن سيده غلا بالسهم غلوا وغلوا وغالا به غلاء ورفع به يده يريد أقصى الغاية وهو من التجاوز ورجل غلاء بعيد الغلو بالسهم وغلا السهم نفسه ارتفع في ذهابه وجاوز المدى وكذلك الحجر وكل مرماة غلوة والجمع غلواة وغلاء وقد تستعمل الغلوة في سباق الخيل قالت الفقهاء الغلوة أربعمائة ذراع .
قوله مر الظهران زعم البكري أنه بفتح أوله وتشديد ثانيه مضاف إلى الظهران بظاء معجمة مفتوحة بين مر والبيت ستة عشر ميلا قلت هو الوادي الذي تسميه العامة بطن مر وبسكون الراء بعدها واو وقال كثير عزة سميت مرا لمرارة مائها وقال أبو غسان سميت بذلك لأن في بطن الوادي بئرا ونخلة كبابة بعرق من الأرض أبيض هجامر إلا أن الميم موصولة بالراء وببطن مر تخزعت خزاعة من أخواتها فبقيت بمكة شرفها الله تعالى وسارت أخواتها إلى الشام أيام سيل العرم وقال الزمخشري مر الظهران بتهامة قريب من عرفة وعن صاحب ( العين ) الظهران من قولك مر ظهرهم وقال الفراء لم أسمع إلا بتثنيته لم يجمع ولم يوحد قوله قبل المدينة بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي مقابلها وجهتها قوله من الصفراوات بفتح الصاد المهملة وسكون الفاء جمع صفراء وهي الأودية أو الجبال بعد مر الظهران .
قوله تنزل بلفظ الخطاب ليوافق أنت قوله بذي طوى بضم الطاء في رواية الأكثرين وفي رواية الحموي والمستملي بذي الطوى بزيادة الألف واللام وقيده الأصيلي بالكسر وحكى عياض وغيره الفتح أيضا وقال النووي ذو طوى بالفتح على الأفصح ويجوز ضمها وكسرها وبفتح الواو المخففة وفيه لغتان الصرف وعدمه عند باب مكة بأسفلها وقال الجوهري ذو طوى بالضم موضع بمكة وأما طوى فهو اسم موضع بالشام تكسر طاؤه وتضم قوله ولكن أسفل بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبالنصب أي في أسفل .
قوله فرضتي الجبل ويقال أيضا لمدخل النهر وفرضة البئر ثلمته التي تسقى منها وفي ( المحكم ) فرضة النهر مشرب الماء منه والجمع فرض وفراض قوله نحو الكعبة أي ناحيتها وهو متعلق بالطويل أو ظرف للجبل أو بدل من الفرضة قوله فجعل الظاهر أنه من كلام نافع وفاعله عبد الله ويسار مفعول ثان قوله بطرف الأكمة صفة للمسجد الثاني .
ذكر باقي المتعلقات والكلام فيه على وجوه الأول في ذكر المساجد التي بالمدينة وفي المواضع التي صلى فيها النبي وأخرج أبو داود في ( كتاب المراسيل ) من حديث ابن لهيعة عم بكير بن عبد الله الأشج قال كان بالمدينة تسعة مساجد مع مسجد النبي يسمع أهله تأذين بلال رضي الله تعالى عنه فيصلون في مساجدهم أقربها مسجد بني عمرو بن مبذول ومسجد بني ساعدة ومسجد بني عبيد ومسجد بني سلمة ومسجد بني رايح بن عبد الأشهل ومسجد بني زريق ومسجد غفار ومسجد أسلم ومسجد جهينة وشك في التاسع وفي كتاب ( أخبار المدينة ) لأبي زيد عمرو بن شبة النميري النحوي الأخباري بسند له في ذكر المساجد التي بالمدينة عن رافع بن خديج صلى النبي في المسجد الصغير الذي بأحد في شعب الجرار على يمينك اللازق بالجبل وعن أسيد بن أبي أسيد عن أشياخه أن النبي دعا على الجبل الذي عليه مسجد الفتح وصلى في المسجد الصغير الذي بأصل الجبل حين تصعد الجبل وعن عمارة ابن أبي اليسر صلى النبي في المسجد الأسفل وعن جابر دعا النبي E في المسجد المرتفع ورفع يديه مدا وعن عمرو بن شرحبيل أن النبي صلى في مسجد بني خدارة وعن عمرو بن قتادة أن النبي E صلى لهم في مسجد في بني أمية من الأنصار وكان في موضع الخربتين اللتين عند مال نهيك وعن الأعرج أن النبي E صلى على ذباب وهو جبل بالمدينة بضم الذال المعجمة وبالبائين الموحدتين