فرضا لما أجاز النبي للجريح أن يسكن في المسجد وبه قال الشافعي في القديم قلت لقائل أن يقول إن سكنى سعد في المسجد إنما كان بعد ما اندمل جرحه والجرح إذا اندمل زال ما يخشى من نجاسته الثاني قال ابن بطال فيه جواز سكنى المسجد للعذر والباب مترجم به الثالث فيه أن السلطان أو العالم إذا شق عليه النهوض إلى عيادة مريض يزوره ممن يهمه أمره ينقل المريض إلى موضع يخف عليه فيه زيارته ويقرب منه وللحديث فوائد أخرى يأتي عند ذكر البخاري تمامه إن شاء الله تعالى .
87 - .
( باب إدخال البعير في المسجد للعلة ) .
أي هذا باب في بيان إدخال البعير في المسجد للعلة أي للحاجة وهي أعم من أن تكون للضعف أو غيره وقيل المراد بالعلة الضعف واعترض عليه بأن هذا ظاهر في حديث أم سلمة دون حديث ابن عباس وأجيب بأن أبا داود روي عنه أن النبي قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته ومع هذا كله تقييد العلة بالضعف لا وجه له لأنا قلنا إنها أعم فتتناول الضعف وإن يكون طوافه على بعيره ليراه الناس كما جاء عن جابر أنه إنما طاف على بعيره ليراه الناس وليسألوه فإن الناس غشوه .
وقال ابن عباس طاف النبي على بعير .
13 .
- 50 مطابقته للترجمة ظاهرة لأن فيه إدخال البعير في المسجد للعلة لأنه لما قدم مكة كان يشتكي على ما رواه أبو داود عنه فذكره البخاري معلقا وذكره مسندا في باب من أشار إلى الركن في كتاب الحج .
124 - ( حدثني عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله أني أشتكي قال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور ) .
مطابقته للترجمة في قوله طوفي من وراء الناس وأنت راكبة وفيه جواز إدخال البعير في المسجد لعلة الضعف .
( ذكر رجاله ) وهم ستة الأول عبد الله بن يوسف التنيسي الثاني الإمام مالك الثالث محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل بفتح النون والفاء يعرف بيتيم عروة بن الزبير تقدم ذكره في باب الجنب يتوضأ ثم ينام الرابع عروة بن الزبير الخامس زينب بنت أبي سلمة وهي بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وكان اسمها برة فسماها رسول الله زينب السادس أم سلمة أم المؤمنين واسمها هند بنت أبي أمية .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد والإخبار كذلك وفيه العنعنة في أربعة مواضع وفيه القول وفيه رواية تابعي عن تابعي وهما محمد وعروة ورواية عروة عن صحابية وهي زينب لأنها سمعت النبي عند البخاري وفيه رواية صحابية عن صحابية وهما زينب وأم سلمة وفيه أن رواة إسناده مدنيون ما خلا شيخ البخاري .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في الصلاة وفي التفسير عن عبد الله بن يوسف وأخرجه في الحج عن إسماعيل والقعنبي وفيه أيضا عن محمد بن حرب وأخرجه مسلم في الحج عن يحيى بن يحيى عن مالك به وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي به وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين وفيه وفي التفسير عن عبيد الله بن سعيد وأخرجه ابن ماجة في الحج عن اسحق بن منصور وأحمد بن سنان وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن معلى بن منصور عن مالك به .
( ذكر معناه ) قوله أني أشتكي في محل النصب فإنه مفعول شكوت يقال اشتكي عضوا من أعضائه إذا توجع منه