عبد الرحمن بن أبي الموالي عن محمد بن المنكدر قال رأيت جابرا يصلي في ثوب الحديث وههنا أخرجه عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن عبد الرحمن بن أبي الموالي بفتح الميم .
وقد تكلمنا هناك بما فيه الكفاية ولنتكلم ههنا بما لم نتكلم هناك .
فقوله وهو يصلي جملة حالية قوله ملتحفا بالنصب حال وهو رواية الأكثرين وفي رواية المستملي والحموي ملتحف بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو ملتحف وقال بعضهم وفي نسختي عنهما بالجر على المجاورة قلت نسخته ليست بعمدة حتى يسلم الجر ثم يقال للمجاورة قوله ورداؤه موضوع جملة إسمية وقعت حالا أي موضوع على شيء وهناك موضوعة على المشجب قوله فلما انصرف أي من الصلاة قوله قلنا يا أبا عبد الله أصله يا أبا عبد الله بالهمزة فحذفت تخفيفا وهو كنية جابر رضي الله تعالى عنه قوله أحببت أن يراني الجهال وهناك ليراني أحمق مثلك سبب تغليظه القول فيه كونه فهم من كلام السائل إنكاره عليه والغرض في محبته لرؤية الجهال أن يقع السؤال والجواب فيستفاد منه بيان الجواز قوله مثلكم بالرفع صفة للجهال وهو بضم الجيم وتشديد الهاء جمع جاهل وهناك ذكرنا أن لفظ مثل متوغل في النكرة فلا يتعرف وإن أضيف إلى المعرفة فلذلك وقع صفة للنكرة وهو قوله أحمق وأما ههنا فإنه وقع صفة للمعرفة فوجهه أنه إذا أضيف إلى ما هو مشهور بالمماثلة يتعرف وههنا كذلك على أن التعريف في الجهال للجنس فهو في حكم النكرة و المثل بعنى المثيل على وزن فعيل فيستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع فلذلك ما طابق الجهال مع أن التطابق بين الصفة والموصوف في الإفراد والجمع شرط أو تقول هو اكتسب الجمعية من المضاف إليه أو هو جنس يطلق على المفرد والمثنى والجمع قوله يصلي كذا وفي رواية الكشميهني هكذا .
21 - .
( باب ما يذكر في الفخذ ) .
أي هذا باب ما يذكر في حكم الفخذ يجوز في خاء الفخذ الكسر والسكون معا .
وقد ذكرنا وجه إدخال هذا الباب بين الأبواب التي في حكم الثياب ووجه مناسبته بما قبله .
قال أبو عبد الله .
هو البخاري وذكر نفسه بكنيته وليس هذا بموجود في غالب النسخ .
ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي الفخذ عورة .
هذا تعليق بصيغة التمريض ذكره عن ثلاثة أنفس .
الأول عن عبد الله بن عباس وهو عند الترمذي موصول أخرجه عن واصل بن عبد الأعلى عن يحيى بن آدم عن إسرائيل بن يونس عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي قال الفخذ عورة وقال هذا حديث حسن غريب وأبو يحيى القتات ضعيف وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه على سبعة أقوال قيل مسلم وقيل زاذان وقيل عبد الرحمن بن دينار وقيل يزيد وقيل زيان وقيل عمران وقيل دينار وهو المشهور والقتات بتفح القاف وتشديد التاء المثناة من فوق .
وأما حديث جرهد فأخرجه مالك في ( الموطأ ) عن ابن النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه عن جده قال وكان جدي من أهل الصفة قال جلس رسول الله عندي وفخذي مكشوفة فقال خمر عليك أما علمت أن الفخذ عورة قال الدارقطني روى هذا الحديث أصحاب ( الموطأ ) ابن بكير وابن وهب ومعن وعبد الله بن يوسف وهو عند القعنبي خارج ( الموطأ ) في الزيادات عن مالك ولم يذكره ابن القاسم في ( الموطأ ) ولا ابن عفير ولا أبو مصعب ورواه عن مالك ابن مهدي وإبراهيم بن طهمان وعمرو بن مرزوق وأبو قرة وإسحاق بن عدي ومطرف وإسماعيل بن أبي أويس وفي رواية ابن بكير وابن طهمان ومطرف وغيرهم زرعة بن عبد الرحمن عن أبيه من غير ذكره جده وعن ابن عساكر رواه عبد الله بن نافع عن مالك عن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن ابن جرهد عن أبيه عن جده ورواه قبيصة عن الثوري عن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده جرهد لم يذكر أباه ورواه ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن أبيه عن جده وأخرجه ابن حبان في ( صحيحه ) من حديث أبي عاصم عن سفيان عن أبي الزناد عن زرعة بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده .
ورواه الترمذي