في موسى عن مواعدة وموافاة فأين ذلك من هذا وشتان ما بين المقامين وبين من كلم على الطور وبين من دعي إلى أعالي البيت المعمور وبين من سخرت له الريح مسيرة شهر وبين من ارتقى من الفرش إلى العرش في ساعة زمانية .
ومنها ما قيل إنه E عرج به على دابة يقال لها البراق وثبت ذلك بالتواتر وما الحكمة في ذلك وكان الله قادرا على رفعه في طرفة عين بلا براق وأجيب بأن ذلك للتأنيس بالمعتاد والقلب إلى ذلك أميل وعرج به لكرامة الراكب على غيره ولذلك لم ينزل عنه على ما جاء في حديث حذيفة ما زال على ظهر البراق حتى رجع وإنما لم يذكر في الرجوع للعلم به لقرينة الصعود وسمي براقا لسرعته تشبيها ببرق السحاب وكانت بغلته E بيضاءأي شهباء فكذلك كان البراق وفيه أسئلة الأول كون البراق على شكل البغل دون الخيل مع أن الخيل أفضل وأحسن والجواب كان الركوب في السلم والأمن لا في الخوف والحرب ولإسراعه عادة ولتحقيق ثباته وصبره فلذلك كان ركب بغلته في الحرب في قصة حنين لتحقيق ثباته في مواطن الحرب وأما ركوب الملائكة الخيل فلأنه المعهود بالخيل في الحروب وما لطف من البغال واستدار أحسن من الخيل في الوجوه التي ذكرناها الثاني استصعاب البراق لماذا كان والجواب كان تيها وزهوا لركوبه وقول جبريل أبمحمد تستصعب تحقيق الحال وقد ارفض عرقا من تيه الجمال وقد قيل إنه ركبه الأنبياء قبله أيضا وقيل إن جبريل ركب معه الثالث تشمس البراق حين قدومه إليه للركوب قاله قتادة الجواب إن تشمسه ونفرته كان لبعد عهده من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وطول الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وقال قال جبريل عليه السلام لمحمد حين تشمس به البراق لعلك يا محمد مسست الصفراء اليوم يعني الذهب فأخبر النبي أنه مامسها إلا أنه مر بها فقال تبا لمن يعبدك من دون الله تعالى وما شمس إلا لذلك ذكره السهيلي وسمعت من بعض أستاذي الكبار أنه إنما شمس ليعد له النبي E بالركوب عليه أولا يوم القيامة فلما وعد له قر .
ومنها ما قيل ما معنى قوله وغشيها ألوان لا أدري ما هي أجيب بأن هذا كقوله تعالى إذ يغشى السدرة ما يغشى ( النجم 61 ) في أن الإبهام للتفخيم والتهويل وإن كان معلوما وقيل فراش من ذهب وقيل لعله مثل ما يغشى من الأنوار التي تنبعث منها وتتساقط على موقعها بالفراش وجعلها من الذهب لصفائها وإضاءتها في نفسها .
ومنها ما قيل كيف تصور الصعود إلى السموات وما فوقها والجسم الإنساني كثيف قبل هذا أجيب بأن الأرواح أربعة أقسام الأول الأرواح الكدرة بالصفات البشرية وهي أرواح العوام غلبت عليها القوى الحيوانية فلا تقبل العروج أصلا والثاني الأرواح التي لها كمال القوة النظرية للبدن باكتساب العلوم وهذه أرواح العلماء والثالث الأرواح التي لها كمال القوة المدبرة للبدن باكتساب الأخلاق الحميدة وهذه أرواح المرتاضين إذ كسروا قوى أبدانهم بالارتياض والمجاهدة والرابع الأرواح التي حصل لها كمال القوتين فهذه غاية الأرواح البشرية وهي أرواح الأنبياء والصديقين فكلما ازدادت قوة أرواحهم ازداد ارتفاع أبدانهم من الأرض ولهذا لما كان الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه قويت فيهم هذه الأرواح عرج بهم إلى السماء وأكملهم قوة نبينا فعرج به إلى قاب قوسين أو أدنى .
05361 - ح ( دثنا عبد الله بن يوسف ) قال أخبرنا ( مالك ) عن ( صالح بن كيسان ) عن ( عروة بن الزبير ) عن ( عائشة ) أم المؤمنين قالت فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ( الحديث 053 - طرفاه في 0901 5393 ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة .
ذكر رجاله وهم خمسة كلهم قد ذكروا وعبد الله بن يوسف التنيسي ومالك بن أنس .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وكذلك الإخبار في موضع واحد وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع وفيه أن رواته ما بين مصري ومدني وهذا من مراسيل عائشة لأنها لم تدرك القصة ويحتمل أن تكون أخذت ذلك من النبي أو من صحابي آخر وعلى كل حال فهو حجة لأن هذا مما لا مجال للرأي فيه .
ذكر تعدد موضعه ومن