وجاء في قراءة شاذة انها هاء تأنيث وشبهها أبو المظفر بن الليث بالتابوت والتابوه قوله ثم رفع لي البيت المعمور زاد الكشميهني يدخله كل يوم سبعون الف ملك وتقدمت هذه الزيادة في بدء الخلق بزيادة إذا خرجوا لم يعودوا اخر ما عليهم وكذا وقع مضموما إلى رواية قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة وقد بينت في بدء الخلق انه مدرج وذكرت من فصله من رواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة وقد قدمت ما يتعلق بالبيت المعمور هناك ووقعت هذه الزيادة أيضا عند مسلم من طريق ثابت عن أنس وفيه أيضا ثم لا يعودون إليه ابدا وزاد بن إسحاق في حديث أبي سعيد إلى يوم القيامة وفي حديث أبي هريرة عند البزار انه رأى هناك أقواما بيض الوجوه وأقواما في الوانهم شيء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصت الوانهم فقال له جبريل هؤلاء من أمتك خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وفي رواية أبي سعيد عند الأموي والبيهقي انهم دخلوا معه البيت المعمور وصلوا فيه جميعا واستدل به على ان الملائكة أكثر المخلوقات لأنه لا يعرف من جميع العوالم من يتجدد من جنسه في كل يوم سبعون الفا غير ما ثبت عن الملائكة في هذا الخبر قوله ثم أتيت بإناء من خمر واناء من لبن واناء من عسل فاخذت اللبن فقال هي الفطرة التي أنت عليها أي دين الإسلام قال القرطبي يحتمل ان يكون سبب تسمية اللبن فطرة لأنه أول شيء يدخل بطن المولود ويشق امعاءه والسر في ميل النبي صلى الله عليه وسلّم إليه دون غيره لكونه كان مالوفا له ولأنه لا ينشأ عن جنسه مفسدة وقد وقع في هذه الرواية ان اتيانه الانية كان بعد وصوله إلى سدرة المنتهى وسيأتي في الأشربة من طريق شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا أربعة انهار فذكره قال وأتيت بثلاثة اقداح الحديث وهذا موافق لحديث الباب الا ان شعبة لم يذكر في الإسناد مالك بن صعصعة وفي حديث أبي هريرة عند بن عائذ في حديث المعراج بعد ذكر إبراهيم قال ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة آنية مغطاة فقال جبريل يا محمد الا تشرب مما سقاك ربك فتناولت احداها فإذا هو عسل فشربت منه قليلا ثم تناولت الآخر فإذا هو لبن فشربت منه حتى رويت فقال الا تشرب من الثالث قلت قد رويت قال وفقك الله وفي رواية البزار من هذا الوجه ان الثالث كان خمرا لكن وقع عنده ان ذلك كان ببيت المقدس وان الأول كان ماء ولم يذكر العسل وفي حديث بن عباس عند احمد فلما اتى المسجد الأقصى قام يصلي فلما انصرف جيء بقدحين في أحدهما لبن وفي الاخر عسل فأخذ اللبن الحديث وقد وقع عند مسلم من طريق ثابت عن أنس أيضا ان اتيانه بالآنية كان ببيت المقدس قبل المعراج ولفظه ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاء جبريل بإناء من خمر واناء من لبن فأخذت اللبن فقال جبريل أخذت الفطرة ثم عرج إلى السماء وفي حديث شداد بن أوس فصليت من المسجد حيث شاء الله واخذني من العطش أشد ما اخذني فأتيت باناءين أحدهما لبن والآخر عسل فعدلت بينهما ثم هداني الله فأخذت اللبن فقال شيخ بين يدي يعني لجبريل اخذ صاحبك الفطرة وفي حديث أبي سعيد عند بن إسحاق في قصة الإسراء فصلى بهم يعني الأنبياء ثم اتي بثلاثة آنية اناء فيه لبن واناء فيه خمر واناء فيه ماء فأخذت اللبن الحديث وفي مرسل الحسن عنده نحوه لكن لم يذكر اناء الماء ووقع بيان مكان عرض الآنية في رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عند المصنف كما سيأتي في أول الأشربة ولفظه اتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليلة أسري به بايلياء بإناء فيه خمر واناء فيه لبن فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبريل الحمد لله الذي