كلمة الخيط الأبيض التي قبلها وكذلك قوله سبحانه قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فإنها بيان للفظ كلمات من قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمت فتاب عليه على بعض وجوه التفاسير وقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية فإنها بيان للفظ ما يتلى عليكم من قوله سبحانه أحلت لكم بهيمة الأنعم إلا ما يتلى عليكم وقوله تعالى لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم الآية فإنها بيان للعهدين في قوله سبحانه وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم الأول للأول والثاني للثاني وقوله تعالى وما أدرنك ما الطارق النجم الثاقب فإن كلمة النجم الثاقب بيان لكلمة الطارق التي قبلها وغير ذلك كثير يعلم بالتدبر لكتاب الله تعالى .
ومثال ما جاء في السنة شرحا للقرآن أنه فسر الظلم بالشرك في قوله سبحانه الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وأيد تفسيره هذا بقوله تعالى إن الشرك لظلم عظيم وفسر الحساب اليسير بالعرض حين قال من نوقش الحساب عذب فقالت له السيدة عائشة أو ليس قد قال الله تعالى فأما من أوتي كتبه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا فقال ذلك العرض بيانا للحساب اليسير وكذلك فسر الرسول القوة بالرمي في قوله سبحانه وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة وفي صحيح كتب السنة من ذلك شيء كثير .
وكلا هذين القسمين لا شك في قبوله أما الأول فلأن الله تعالى أعلم بمراد نفسه من غيره وأصدق الحديث كتاب الله تعالى وأما الثاني فلأن خير الهدي هدي سيدنا محمد ووظيفته البيان والشرح مع أنا نقطع بعصمته وتوفيقه قال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم .
بقي القسم الثالث وهو بيان القرآن بما صح وروده عن الصحابة رضوان الله عليهم قال الحاكم في المستدرك إن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع كذلك أطلق الحاكم وقيده بعضهم بما كان في بيان النزول ونحوه مما لا مجال للرأي فيه وإلا فهو من الموقوف