التي جاء ترتيبها عن اجتهاد .
فقال القاضي أبو محمد بن عطية إن كثيرا من السور قد علم ترتيبها في حياة النبي كالسبع الطوال والحواميم والمفصل .
وأما ما سوى ذلك فيمكن أن يكون فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده .
وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية ويبقى فيها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف كقوله اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران رواه مسلم .
وكحديث سعيد بن خالد قرأ رسول الله بالسبع الطوال في ركعة رواه ابن أبي شيبة في مصنفه .
وفيه أنه E كان يجمع المفصل في ركعة وروى البخاري عن ابن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي .
فذكرها نسقا كما استقر ترتيبها .
وفي صحيح البخاري أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين .
وقال السيوطي ما نصه الذي ينشرح له الصدر ما ذهب إليه البيهقي وهو أن جميع السور ترتيبها توقيفي إلا براءة والأنفال .
ولا ينبغي أن يستدل بقراءة سور أولا على أن ترتيبها كذلك .
وحينئذ فلا يرد حديث قراءة النساء قبل آل عمران لأن ترتيب السور في القراءة ليس بواجب .
ولعله فعل ذلك لبيان الجواز ا ه .
والأمر على كل حال سهل حتى لقد حاول الزركشي في البرهان أن يجعل الخلاف من أساسه لفظيا فقال والخلاف بين الفريقين أي القائلين بأن الترتيب عن اجتهاد والقائلين بأنه عن توقيف لفظي لأن القائل بالثاني يقول إنه رمز إليهم ذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته ولهذا قال مالك إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي مع قوله بأن ترتيب السور كان باجتهاد منهم فآل الخلاف إلى أنه هل هو بتوقيف قولي أو بمجرد إسناد فعلي بحيث يبقى لهم فيه مجال للنظر وسبقه في ذلك جعفر بن الزبير ا ه .
احترام هذا الترتيب .
وسواء أكان ترتيب السور توقيفيا أم اجتهاديا فإنه ينبغي احترامه خصوصا في كتابة