يسموا في ذلك أحدا وكانوا يأخذون به وإن كان لهم عدد مخصوص .
وعدد المدني الأخير منسوب إلى أبي جعفر بن يزيد بن القعقاع أحد العشرة وشيبة بن نصاح .
وقد رواه عنهما إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري بواسطة سليمان بن جماز .
وقد وهم من نسب عدد المدني الأول إلى أبي جعفر وشيبة وعدد المدني الأخير إلى إسماعيل بن جعفر .
وكأن الذي أوقعه في ذلك ما ذكر في بعض الكتب من أن نافعا روى عنهما عدد المدني الأول وأن أبا عمرو عرض العدد المذكور على أبي جعفر فإن رواية ذلك عنهما لا تقتضي نسبته إليهما .
وأما نسبة عدد المدني الأخير إليهما فهو مما لا ريب فيه ا ه .
ما أردنا نقله تنويرا في هذا الموضوع الذي اضطربت فيه بعض النقول .
سبب هذا الاختلاف .
سبب هذا الاختلاف أن النبي كان يقف على رؤوس الآي تعليما لأصحابه أنها رؤوس آي حتى إذا علموا ذلك وصل الآية بما بعدها طلبا لتمام المعنى فيظن بعض الناس أن ما وقف عليه النبي ليس فاصلة فيصلها بما بعدها معتبرا أن الجميع آية واحدة والبعض يعتبرها آية مستقلة فلا يصلها بما بعدها .
وقد علمت أن الخطب في ذلك سهل لأنه لا يترتب عليه في القرآن زيادة ولا نقص .
وآيات القرآن مختلفة في الطول والقصر فأطول آية هي الدين في سورة البقرة التي هي أطول سورة وأقصر آية كلمة يس الواقعة في صدر سورة يس .
فوائد معرفة الآيات .
يزعم بعض الناس أنه لا فائدة من معرفة آيات القرآن .
وللرد عليهم نذكر لهذه المعرفة ثلاث فوائد لا فائدة واحدة .
الفائدة الأولى العلم بأن كل ثلاث آيات قصار معجزة للنبي .
وفي حكمها الآية الطويلة التي تعدل بطولها تلك الثلاث القصار .
ووجه ذلك أن الله تعالى أعلن التحدي بالسورة الواحدة فقال سبحانه وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله 2 البقرة 23 والسورة تصدق بأقصر سورة كما تصدق بأطول سورة .
وأقصر سورة في القرآن هي سورة الكوثر وهي ثلاث آيات قصار .
فثبت أن كل ثلاث آيات قصار معجزة وفي قوتها الآية الواحدة الطويلة التي تكافئها .
الفائدة الثانية حسن الوقف على رؤوس الآي عند من يرى أن الوقف على الفواصل سنة بناء على ظاهر الحديث الذي استدلوا به فيما يرويه أبو داود عن أم سلمة Bها أن النبي كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف .
الحمد لله رب العالمين ثم يقف .
الرحمن الرحيم ثم يقف