على أن المتصفح لتاريخ الأمة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها وسمو مميزاتها ما يجعله يحكم مطمئنا بأنها صارت خير أمة أخرجت للناس بعد أن صهرها الإسلام .
وطهرها القرآن ونفى خبثها سيد الأنام E .
ولكن الإسلام قد ابتلي حديثا بمثل أو بأشد مما ابتلي به قديما فانطلقت ألسنة في هذا العصر ترجف في كتاب الله بغير علم وتخوض في السنة بغير دليل وتطعن في الصحابة دون استحياء وتنال من حفظة الشريعة بلا حجة وتتهمهم تارة بسوء الحفظ وأخرى بالتزيد وعدم التثبت وقد زودناك وسلحناك فانزل في الميدان ولا تخش عداك .
يأيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم 47 محمد 7 نصرنا الله بنصرة الإسلام وثبت منا الأقدام والأقلام والحمد لله في البدء وفي الختام وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحابته الأعلام آمين .
المبحث التاسع .
في ترتيب آيات القرآن وسوره .
معنى الآية .
آيات القرآن جمع آية والآية تطلق في لسان اللغة بإطلاقات .
أولها المعجزة .
ومنه قوله تعالى سل بني إسرءيل كم أتينهم من أية بينة 2 البقرة 211 أي معجزة واضحة .
ثانيها العلامة .
ومنه قوله تعالى إن أية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم 2 البقرة 248 أي علامة ملكه .
ثالثها العبرة .
ومنه قوله تعالى إن في ذلك لأية 2 البقرة 248 أي عبرة لمن يعتبر .
رابعها الأمر العجيب .
ومنه قوله تعالى وجعلنا أبن مريم وأمه أية 23 المؤمنون 50 .
خامسها الجماعة .
ومنه قولهم خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم .
والمعنى أنهم لم يدعوا وراءهم شيئا .
سادسها البرهان والدليل نحو قوله جل ذكره ومن أيته خلق السموت والأرض وأختلف ألسنتكم وألونكم