ولما عجزوا أيضا قال فأتوا بسورة من مثله 2 البقرة 23 ولما عجزوا الثالثة سجل عليهم هزيمتهم وأعلن فلج القرآن بالإعجاز في هذا الميدان إذ قال عز اسمه قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 17 الإسراء 88 .
هذا التحدي الذي امتاز به القرآن فتح عيون الناس جميعا ولفتهم بقوة إليه لا فرق بين أوليائه وأعدائه .
أما أولياؤه ومتبعوه فقرؤوه من هذه الناحية ليفحموا به أعداءهم ويؤيدوا بإعجازه دينهم ونبيهم .
وأما أعداؤه ومخالفوه فاقتفوا أثره وتتبعوه أملا في أن يجدوا فيه مغمزا ويأخذوا عليه مطعنا .
فلا جرم كان هذا التحدي من الدواعي التي توافرت على نقل القرآن وتواتره وجريانه على كل لسان .
ثانيها عنايته بكتابة القرآن فيما تيسر من أدوات الكتابة إذ اتخذ كتابا للوحي من أصحابه .
وأقر كل من يكتب القرآن لنفسه في الوقت الذي نهى فيه عن كتابة السنة في الحديث الذي أسلفناه من رواية مسلم لا تكتبوا عني ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه .
وغني عن البيان أن الكتابة من عوامل تيسير الحفظ والاستظهار .
ثالثها تشريع قراءة القرآن في الصلاة فرضا كان أو نفلا سرا أو جهرا ليلية أو نهارية حتى صلاة الجنازة .
ومثل الصلاة في ذلك خطبة الجمعة .
وتلك وسيلة فعالة جعلت الصحابة يقرؤونه ويسمعونه ثم جعلتهم عن هذا الطريق يتحفظونه ويستظهرونه لا فرق بين رجل وامرأة وصغير وكبير وغني وفقير على قدر ما سمح به استعداد كل منهم .
رابعها الترغيب في تلاوة القرآن ولو في غير صلاة ومن غير وضوء .
اقرأ إن شئت قوله تعالى إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور 35 فاطر 29 30 .
ويقول النبي الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة .
والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران رواه البخاري ومسلم .
ويقول لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن وهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار رواه الشيخان أيضا .
ويقول من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها .
لا