لهذا نرى أن نسوق إليك في هذا المقام تلك المذاهب الثلاثة أيضا جمعا بين المتشابهات من ناحية وتمهيدا لتحقيق الفرق بينها وبين مذهب الرازي من ناحية أخرى وزيادة في تنوير المذهب المختار وغيره من ناحية ثالثة .
أما ابن قتيبة فيقول .
إن المراد بالأحرف السبعة الأوجه التي يقع بها التغاير .
فأولها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل ولا يضار كاتب 2 البقرة 282 بفتح الراء وضمها .
وثانيها ما يتغير بالفعل مثل بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي .
وثالثها ما يتغير باللفظ مثل ننشرها وننشزها بالراء المهملة والزاي المعجمة .
ورابعها ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل طلح منضود وطلع منضود .
وخامسها ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت .
وسادسها ما يتغير بالزيادة والنقصان مثل وما خلق الذكر والأنثى .
والذكر والأنثى بنقص لفظ ما خلق .
وسابعها ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل كالعهن المنفوش وكالصوف المنفوش .
وأما ابن الجزري فيقول .
قد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها .
1 - وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو البخل بأربعة أوجه ويحسب بوجهين .
2 - أو بتغير في المعنى فقط نحو فتلقى ءادم من ربه كلمت 2 البقرة 37 .
برفع لفظ آدم ونصب لفظ كلمات وبالعكس .
3 - وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو تبلو وتتلو .
4 - وعكس ذلك نحو بصطة وبسطة ونحو الصراط والسراط