شرح بديعيتة ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه ولو في النظم فهو مقبول وغيره مردود .
1477 - وفي شرح بديعية ابن حجة الاقتباس ثلاثة أقسام مقبول ومباح ومردود .
فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود .
والثاني ما كان في القول والرسائل والقصص .
والثالث على ضربين أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله .
أوحى إلى عشاقه طرفه ... هيهات هيهات لما توعدون .
وردفه ينطق من خلفه ... لمثل ذا فليعمل العاملون .
قلت وهذا التقسيم حسن جدا وبه أقول .
1478 - وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله .
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ... ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف .
أبشر بقول الله في آياته ... إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف .
وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز .
وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي وهذا الأستاذ أبو منصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر .
قلت ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه .
1479 - وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام الله ورسوله