أحدها تفسير اللفظ لإحتياج المفسر له إلى التبحر في معرفة لسان العرب .
والثاني حمل اللفظ المحتمل على أحد معنييه لإحتياج ذلك إلى معرفة أنواع من العلوم والتبحر في العربية واللغة ومن علم الأصول ما يدرك به حدود الأشياء وصيغ الأمر والنهي والخبر والمجمل والمبين والعموم والخصوص والمطلق والمقيد والمحكم والمتشابه والظاهر والمؤول والحقيقة والمجاز والصريح والكناية ومن الفروع ما يدرك به الإستنباط .
والإستدلال على هذا أقل ما يحتاج إليه ومع ذلك فهو على خطر فعليه أن يقول يحتمل كذا ولا يجزم إلا في حكم اضطر إلى الفتوى به فأدى إجتهاده إليه فيجزم مع تجويز خلافه .
إنتهى .
6338 - وقال ابن النقيب جملة ما تحصل في معنى حديث التفسير بالرأي خمسة أقوال .
أحدها التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير .
الثاني تفسير المتشابه لا يعلمه إلا الله .
الثالث التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا .
الرابع التفسير بأن مراد الله كذا على القطع من غير دليل .
الخامس التفسير بالإستحسان والهوى .
6339 - ثم قال وأعلم أن علوم القرآن ثلاثة أقسام .
الأول علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته وغيوبه التي لا يعلمها إلا هو وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه بوجه من الوجوه إجماعا .
الثاني ما أطلع الله عليه نبيه من أسرار الكتاب واختصه به وهذا لا يجوز الكلام فيه إلا له أو لمن أذن له قال وأوائل السور من هذا القسم وقيل من القسم الأول