وقد قيل في قوله تعالى وهم بها لولا إن رأى برهان ربه 1 لهم بها لكنه امتنع همه بها لوجود رؤية برهان ربه فلم يحصل منه هم البتة كقولك لولا زيد لأكرمتك المعنى إن الأكرام ممتنع لوجود زيد وبه يتخلص من الإشكال الذي يورد وهو كيف يليق به الهم .
وأما جوابها إذا كان منفيا فجاء القرآن بالحذف نحو ما زكى منكم من أحدا أبدا 2 .
وهو يرد قول ابن عصفور إن المنفى بما الأحسن باللام .
الثاني التحضيض فتختص بالمضارع نحو لولا تستغفرون الله 3 .
لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار 4 .
لو لا أخرتني إلى أجل قريب 5 .
والتوبيخ والتنديم فتختص بالماضي نحو لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء 6 .
فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا 7 .
وفي كل من القسمين تختص بالفعل لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان إلا على الفعل هذا هو الأصل .
وقد جوزوا فيها إذا وقع الماضي بعدها إن يكون تحضيضا أيضا وهو حينئذ يكون قرينة صارفة للماضي عن المضي إلى الاستقبال فقالوا في قوله تعالى فلولا نفر من كل