غفورا رحيما 1 توابا رحيما 2 وكنا بكل شئ عالمين 3 وكنا لحكمهم شاهدين 4 .
فحيث وقع الاخبار بكان عن صفة ذاتية فالمراد الاخبار عن وجودها وانها لم تفارق ذاته ولهذا يقررها بعضهم بما زال فرارا مما يسبق إلى الوهم إن كان يفيد انقطاع المخبرية عن الوجود لقولهم دخل في خبر كان قالوا فكان وما زال مجازان يستعمل أحدهما في معنى الآخر مجازا بالقرينة وهو تكلف لا حاجة إليه وانما معناها ما ذكرناه من ازلية الصفة ثم تستفيد بقاءها في الحال وفيما لايزال بالادلة العقلية وباستصحاب الحال .
وعلى هذا التقدير سؤالان .
احدهما إن البارئ سبحانه وصفاته موجودة قبل الزمان والمكان فكيف تدل كان الزمانية على ازلية صفاته وهي موجوده قبل الزمان .
وثانيهما مدلول كان اقتران مضمون الجملة بالزمان اقترانا مطلقا فما الدليل على استغراقه الزمان والجواب عن الاول إن الزمان نوعان حقيقي وهو مرور الليل والنهار او مقدار حركة الفلك على ما قيل فيه وتقديري وهو ما قبل ذلك وما بعده كما في قوله تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 5 ولا بكرة هنا ولا عشيا وانما هو زمان تقديري فرضى .
وكذلك قوله خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام 6