الأول استعارة حسي لحسى بوجه لحسي كقوله تعالى واشتعل الرأس شيبا 1 فإن المستعار منه هو النار والمستعار له هو الشيب والوجه هو الانبساط فالطرفان حسيان والوجه ايضا حسي وهو استعارة بالكناية لأنه ذكر التشبيه وذكر المشبه وذكر المشبه به مع لازم من لوازم المشبه به وهو الاشتعال .
وقوله وتركنا بعضهم يؤمئذ يموج في بعض 2 أصل الموج حركة المياه فاستعمل في حركتهم على سبيل الاستعارة .
الثاني حسي لحسي بوجه عقلي كقوله تعالى أرسلنا عليهم الريح العقيم 3 فالمستعار له الريح والمستعار منه المرأة وهما حسيان والوجه المنع من ظهور النتيجة4 والأثر وهو عقلي وهو ايضا استعارة بالكناية .
قال في الإيضاح5 وفيه نظر لأن العقيم صفة للمرأة لا اسم لها ولهذا جعل صفة للريح لا اسما والحق أن المستعار منه ما في المرأة من الصفة التي تمنع من الحبل والمستعار له ما في الريح من الصفة التي تمنع من إنشاء مطر وإلقاح شجر والجامع لهما ما ذكر6 .
وهو مندفع بالعناية لأن المراد من قوله المستعار منه المرأة التي عبر عنها بالعقيم ذكرها السكاكي بلفظ ما صدق عليه .
ومنه قوله تعالى وآية لهم الليل نسلخ منه النهار 7 المستعار له ظلمة النهار من ظلمة الليل والمستعار منه ظهور المسلوخ عند جلدته والجامع عقلي وهو ترتب أحدهما على الآخر