وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسىء 1 وتارة لا يصرح به بل يجيء مطويا على سنن الاستعارة كقوله وما يستوي البحران هذا عذاب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج 2 ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون000 3 الآية .
قال الزمخشري4 والذي عليه علماء البيان أن التمثيلين جميعا من جملة التمثيلات المركبة5 لا المفردة بيانه أن العرب تأخذ أشياء فرادى معزولا بعضها من بعض لم يأخذ هذا بحجزه ذاك فتشبهها بنظائرها كما ذكرنا7 وتشبه كيفية حاصلة من مجموع أشياء تضامت حتى صارت شيئا واحدا بأخرى كقوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة000 8 الآية .
ونظائره من حيث اجتمعت تشبيهات كما في تمثيل الله حال المنافقين أول سورة البقرة قال الزمخشري وأبلغه الثاني لأنه أدل على فرط الحيرة وشدة الأمر وفظاعته ولذلك أخر قال وهم يتدرجون في نحو هذا من الأهون إلى الأغلظ .
الثانية أعلى مراتب التشبيه في الأبلغية ترك وجه الشبه وأداتة نحو زيد أسد أما ترك وجهه وحده فكقوله زيد كالأسد وأما ترك أداته وحدها فكقوله زيد الأسد شدة .
وفي كلام صاحب المفتاح إشارة إلى أن ترك وجه الشبه أبلغ من ترك أداتة قال لعموم وجه الشبه