وقد اختلف البيانيون في نحو قوله تعالى صم بكم عمي 1 إنه تشبيه بليغ أو استعارة والمحققون كما قاله الزمخشري على الأول قال2 لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون أي مذكور في تقدير الآية والاستعارة لا يذكر فيها المستعار له2 ويجعل الكلام خلوا عنه بحيث يصلح3 لأن يراد به المنقول عنه والمنقول4 إليه لولا لاقرينة5 ومن ثم ترى المفلقين السحرة منهم كأنهم4 يتناسون التشبيه ويضربون عنه6 صفحا .
وقال السكاكي لأن من شرط الاستعارة إمكان حمل الكلام على الحقيقة في الظاهر وتناسى التشبيه وزيد أسد لا يمكن كونه حقيقة فلا يجوز أن يكون استعارة .
الثاني قد يترك التشبيه لفظا ويراد معنى إذ لم يرد معنى ولم يكن منويا كان استعارة .
مثاله قوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر 7 فهذا تشبيه لا استعارة لذكر الطرفين الخيط الأسود وهو ما يمتد معه من غسق الليل شبيها بخيط أسود وابيض وبينا بقوله من الفجر والفجر وإن كان بيانا للخيط الأبيض لكن لما كان أحدهما بيانا للآخر لدلالته عليه اكتفى به عنه ولولا البيان كان من باب الاستعارة كما أن قولك رايت أسدا استعارة فإذا زدت من فلان صار تشبيها وأما أنه لم زيد من الفجر حتى صار تشبيها وهلا اقتصر به