وهذا كقوله تعالى أفمن يخلق كمن لا يخلق 1 وقوله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون 2 فائدة .
قد يحذف من الأول لدلالة الثاني عليه وقد يعكس وقد يحتمل اللفظ الأمرين .
فالأول كقوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي 3 في قراءة من رفع ملائكته أي إن الله يصلي فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه وليس عطفا عليه .
والثاني كقوله يمحو الله ما يشاء ويثبت 4 أي ما يشاء .
وقوله إن الله برىء من المشركين ورسوله 5 أي برىء أيضا .
وقوله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات 6 .
وقوله يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهم ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن 7 أي كذلك .
وجعل منه ابو الفتح قوله تعالى أسمع بهم وأبصر 8 التقدير وأبصر بهم لكنه حذف لدلالة ما قبله عليه حيث كان بلفظ الفضلة وإن كان ممتنعا في الفاعل وهذا التوجيه إنما يتم إذا قلنا إن الجار والمجرور في أسمع بهم وأبصر في محل الرفع فإن قلنا في محل النصب فلا