قال الإمام أبو جعفر بن جرير في تفسير سورة سبحان : حدثنا علي بن سهل حدثنا حجاج حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة أو غيره شك أبو جعفر في قول الله D { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } الاية قال : [ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ومعه ميكائيل فقال جبريل لميكائيل : ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر له قلبه وأشرح له صدره قال : فشق عن بطنه فغسله ثلاث مرات واختلف إليه ميكائيل بثلاث طساس من ماء زمزم فشرح صدره فنزع ما كان فيه من غل وملأه علما وحلما وإيمانا ويقينا وإسلاما وختم بين كتفيه بخاتم النبوة ثم أتاه بفرس فحمله عليه كل خطوة منه منتهى بصره أو أقصى بصره قال : فسار وسار معه جبريل عليهما السلام قال : فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال النبي صلى الله عليه وسلّم يا جبريل ما هذا ؟ قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال ما هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والنعم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال فما هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذي لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله تعالى شيئا وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ولحم نيء في قدر خبيث فجعلوا يأكلون من اللحم النيء الخبيث ويدعون النضيج الطيب فقال : ما هؤلاء يا جبريل ؟ فقال هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيبة فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي رجلا خبيثا فتبيت معه حتى تصبح قال : ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته قال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا مثل أقوام أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونها ثم تلا { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون } الاية قال : ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات للناس لا يقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال : ما هذا يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء خطباء الفتنة ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال : ما هذا يا جبريل ؟ فقال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها .
ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة باردة وريح مسك وسمع صوتا فقال يا جبريل ما هذه الريح الطيبة الباردة وما هذا المسك وما هذا الصوت ؟ قال : هذا صوت الجنة تقول : يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت غرفي وإستبرقي وحريري وسندسي وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وأكؤسي وعسلي ومائي ولبني وخمري فائتني بما وعدتني فقال : لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا ومن خشيني فهو آمن ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين قالت : قد رضيت .
قال : ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريحا خبيثة فقال : ما هذا يا جبريل وما هذا الصوت ؟ فقال : هذا صوت جهنم تقول : يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وقد بعد قعري واشتد حري فائتني بما وعدتني قال : لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت : قد رضيت .
قال : ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى الصخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا يا جبريل من هذا معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلّم قالوا : أوقد أرسل إليه فقال : نعم قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : ثم لقي أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم عليه السلام : الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا يؤتم بي وأنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليما وجعل هلاك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما وعلمني الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن والطير وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب .
ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح وسخر لي الشياطين يعملون لي ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شيء فضلا وسخر لي جنود الشياطين والإنس والطير وفضلني على كثير من عباده المؤمنين وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي وجعل ملكي طيبا ليس فيه حساب .
ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه D فقال : الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وجعلني أبرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان علينا سبيل .
قال : ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلّم أثنى على ربه D فقال : كلكم أثنى على ربه وإني مثن على ربي فقال : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه بيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الاخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما فقال إبراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلّم .
قال أبو جعفر الرازي : خاتم بالنبوة فاتح بالشفاعة يوم القيامة ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتي بإناء منها فيه ماء فقيل له : اشرب فشرب منه يسيرا ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن فقيل له : اشرب فشرب منه حتى روي ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر فقيل له : اشرب فقال : لا أريده قد رويت فقال له جبريل : أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل .
قال : ثم صعد به إلى السماء فاستفتح فقيل : من هذا يا جبريل ؟ فقال : محمد فقالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ففتح لهما فدخل فإذا برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق الناس عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة فإذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن فقلت : يا جبريل من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء وما هذان البابان ؟ فقال : هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة إذا نظر إلى من يدخل الجنة من ذريته ضحك واستبشر والباب الذي عن شماله باب جهنم إذا نظر إلى من يدخلها من ذريته بكى وحزن .
ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح فقيل : من هذا معك ؟ فقال : محمد رسول الله فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو بشابين فقال : يا جبريل من هذان الشابان ؟ قال : هذا عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا ابنا الخالة عليهما السلام .
قال : فصعد به إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب قال : من هذا يا جبريل الذي قد فضل على الناس في الحسن ؟ قال : هذا أخوك يوسف عليه السلام .
قال : ثم صعد به إلى السماء الرابعة فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو برجل قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا إدريس عليه السلام رفعه الله مكانا عليا .
قال : فصعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم قال : بمن هذا يا جبريل ومن هؤلاء حولهب ؟ قال : هذا هارون المحبب وهؤلاء بنو إسرائيل .
قال : ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل فقال : يا جبريل من هذا ؟ قال : موسى قال : فما باله يبكي ؟ قال : يزعم بنو إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله D وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنيا وأنا في أخرى فلو أنه بنفسه لم أبال ولكن مع كل نبي أمته .
قال : ثم صعد به إلى السماء السابعة فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد فقالوا : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال : فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم في ألوانهم شيء فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فصارت مثل ألوان أصحابهم جاؤوا فجلسوا إلى أصحابهم فقال : يا جبريل من هذا الأشمط ثم من هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاؤوا وقد صفت ألوانهم ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على وجه الأرض وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم وأما الأنهار فأولها رحمة الله والثاني نعمة الله والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا .
قال : ثم انتهى إلى السدرة فقيل له : هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها والورقة منها تغطي الأمة كلها قال : فغشيها نور الخلاق D وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة من حب الرب تبارك وتعالى قالوا : فكلمه الله عند ذلك فقال له : سل فقال : إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا وسخرت له الجن والإنس والشياطين وسخرت له الرياح وأعطيت له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليهما سبيل فقال له الرب D : وقد اتخذتك خليلا ـ وهو مكتوب في التوراة حبيب الرحمن ـ وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلت أمتك أمة وسطا وجعلت أمتك هم الأولين وهم الاخرين وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له وأعطيتك سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم : الإسلام والهجرة والجهاد والصلاة والصدقة وصوم رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلتك فاتحا خاتما فقال النبي صلى الله عليه وسلّم فضلني ربي بست : أعطاني فواتح الكلام وخواتيمه وجوامع الحديث وأرسلني إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وقذف في قلوب أعدائي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض كلها طهورا ومسجدا قال : وفرض عليه خمسين صلاة .
فلما رجع إلى موسى قال : بم أمرت يا محمد ؟ قال : بخمسين صلاة قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال : فرجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى ربه D فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ثم رجع إلى موسى فقال له : بكم أمرت ؟ قال بأربعين قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال : فرجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرت : قال أمرت بثلاثين فقال له موسى ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى ربه D فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له : بكم أمرت ؟ قال بعشرين قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال : فرجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى ربه D فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى عليه السلام فقال له : بكم أمرت ؟ قال بعشر قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال : فرجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى ربه D فسأله التخفيف فوضع عنه خمسا فرجع إلى موسى عليه السلام فقال له : بكم أمرت ؟ قال بخمس قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت فماأنا براجع إليه قيل : أما إنك كما صبرت نفسك خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة فإن كل حسنة بعشر أمثالها قال : فرضي محمد صلى الله عليه وسلّم كل الرضا قال : وكان موسى عليه السلام من أشدهم عليه حين مر به وخيرهم له حين رجع إليه ] .
ثم رواه ابن جرير عن محمد بن عبيد الله عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره شك أبو جعفر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم فذكره بمعناه وقد رواه الحافظ أبو بكر البيهقي عن أبي سعيد الماليني عن ابن عدي عن محمد بن الحسن السكوني البالسي بالرملة حدثنا علي بن سهل فذكر مثل ما رواه ابن جرير عنه وذكر البيهقي أن الحاكم أبا عبد الله رواه عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني عن جده عن إبراهيم بن حمزة الزبيري عن حاتم بن إسماعيل حدثني عيسى بن ماهان يعني أبا جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم فذكره .
وقال ابن أبي حاتم : ذكر أبو زرعة حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس البكري عن أبي العالية أو غيره شك عيسى عن أبي هريرة عن النبي A قال في قوله تعالى : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام } فذكر الحديث بطوله كنحو مما سقناه { قلت } و أبو جعفر الرازي : قال : فيه الحافظ أبو زرعة الرازي : يهم في الحديث كثيرا وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم والظاهر أنه سيء الحفظ ففيما تفرد به نظر وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء والله أعلم .
وقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A [ حين أسري بي لقيت موسى عليه السلام ـ فنعته فإذا رجل حسبته قال ـ مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال : ولقيت عيسى ـ فنعته النبي A قال ـ ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس ـ يعني حمام قال ـ ولقيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال : وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الاخر خمر قيل لي : خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربت فقيل لي : هديت الفطرة ـ أو أصبت الفطرة ـ أما إنك لو أخذت خمرا غوت أمتك ] وأخرجاه من وجه آخر عن الزهري به نحوه .
وفي صحيح مسلم عن محمد بن رافع عن الحجين بن المثنى عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة Bه قال : قال رسول الله A [ لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله إلي أنظر إليه ما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء وإذا موسى قائم يصلي وإذا هو رجل جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي أقرب الناس شبها به عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أقرب الناس شبها به صاحبكم ـ يعني نفسه ـ فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت قال قائل : يا محمد هذا مالك خازن جهنم فالتفت إليه فبدأني بالسلام ] .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : [ رأيت ليلة أسري بي لما انتهيت إلى السماء السابعة فنظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق قال : وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء آكلو الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السموات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب ] ورواه الإمام أحمد عن حسن وعفان كلاهما عن حماد بن سلمة به ورواه ابن ماجه من حديث حماد به