يخبر تعالى أنه لا يهدي من أعرض عن ذكره وتغافل عما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلّم ولم يكن له قصد إلى الايمان بما جاء من عند الله فهذا الجنس من الناس لا يهديهم الله إلى الايمان بآياته وما أرسل به رسله في الدنيا ولهم عذاب أليم موجع في الاخرة ثم أخبر تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلّم ليس بمفتر ولا كذاب لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلّم شرار الخلق { الذين لا يؤمنون بآيات الله } من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس والرسول محمد صلى الله عليه وسلّم كان أصدق الناس وأبرهم وأكملهم علما وعملا وإيمانا وإيقانا معروفا بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث لا يدعى بينهم إلا بالأمين محمد صلى الله عليه وسلّم ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان عن تلك المسائل التي سألها من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان فيما قال له : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا فقال هرقل : فما كان ليدع الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله D