يخبر تعالى عن تصرفه في عباده وأنه هو الذي أنشأهم من العدم ثم بعد ذلك يتوفاهم ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم وهو الضعف في الخلقة كما قال الله تعالى : { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة } الاية وقد روي عن علي Bه : أرذل العمر خمس وسبعون سنة وفي هذا السن يحصل له ضعف القوى والخرف وسوء الحفظ وقلة العلم ولهذا قال : { لكي لا يعلم بعد علم شيئا } أي بعد ما كان عالما أصبح لا يدري شيئا من الفند والخرف ولهذا روى البخاري عند تفسير هذه الاية : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور عن شعيب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يدعو [ أعوذ بك من البخل والكسل والهرم وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات ] وقال زهير بن أبي سلمة في معلقته المشهورة .
( سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين عاما لا أبا لك يسأم ) .
( رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم )