أصحاب الحجر هم ثمود الذين كذبوا صالحا نبيهم عليهم السلام ومن كذب برسول فقد كذب بجميع المرسلين ولهذا أطلق عليهم تكذيب المرسلين وذكر تعالى أنه أتاهم من الايات ما يدلهم على صدق ما جاءهم به صالح كالناقة التي أخرجها الله لهم بدعاء صالح من صخرة صماء وكانت تسرح في بلادهم لها شرب ولهم شرب يوم معلوم فلما عتوا وعقروها قال لهم { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب } وقال تعالى : { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى } وذكر تعالى أنهم { كانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين } أي من غير خوف ولا احتياج إليها بل أشرا وبطرا وعبثا كما هو المشاهد من صنيعهم في بيوتهم بوادي الحجر الذي مر به رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ذاهب إلى تبوك فقنع رأسه وأسرع دابته وقال لأصحابه : [ لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم ] وقوله : { فأخذتهم الصيحة مصبحين } أي وقت الصباح من اليوم الرابع { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } أي ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثمارهم التي ضنوا بمائها عن الناقة حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه فما دفعت عنهم تلك الأموال ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك