يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه وتشريفه إياه بأمر الملائكة بالسجود له ويذكر تخلف إبليس عدوه عن السجود له من بين سائر الملائكة حسدا وكفرا وعنادا واستكبارا وافتخارا بالباطل ولهذا قال : { لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون } كقوله { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } وقوله : { أرأيتك هذا الذي كرمت علي } الاية وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما خلق الله الملائكة قال : { إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } قالوا : لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا : لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق ملائكة أخرى فقال : إني خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق ملائكة فقال : إني خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فاسجدوا له قالوا : سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم