يقول تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلّم لما قص عليه نبأ إخوة يوسف وكيف رفعه الله عليهم وجعل له العاقبة والنصر والملك والحكم مع ما أرادوا به من السوء والهلاك والإعدام هذا وأمثاله يا محمد من أخبار الغيوب السابقة { نوحيه إليك } ونعلمك به يا محمد لما فيه من العبرة لك والاتعاظ لمن خالفك { وما كنت لديهم } حاضرا عندهم ولا مشاهدا لهم { إذ أجمعوا أمرهم } أي على إلقائه في الجب { وهم يمكرون } به ولكنا أعلمناك به وحيا إليك وإنزالا عليك كقوله : { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم } الاية وقال تعالى : { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر } الاية إلى قوله : { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا } الاية وقال : { وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا } الاية وقال { ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون * إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين } يقول تعالى : إنه رسوله وإنه قد أطلعه على أنباء ما قد سبق مما فيه عبرة للناس ونجاة لهم في دينهم ودنياهم ومع هذا ما آمن أكثر الناس ولهذا قال : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } وقال : { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } كقوله : { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } إلى غير ذلك من الايات وقوله : { وما تسألهم عليه من أجر } أي ما تسألهم يا محمد على هذا النصح والدعاء إلى الخير والرشد من أجر أي من جعالة ولا أجرة على ذلك بل تفعله ابتغاء وجه الله ونصحا لخلقه { إن هو إلا ذكر للعالمين } يتذكرون به ويهتدون وينجون به في الدنيا والاخرة