لما ذكر تعالى صفات المنافقين الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة فقال : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } أي يتناصرون ويتعاضدون كما جاء في الصحيح [ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ] وشبك بين أصابعه وفي الصحيح أيضا [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ] وقوله : { يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } كقوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } الاية وقوله : { ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة } أي يطيعون الله ويحسنون إلى خلقه { ويطيعون الله ورسوله } أي فيما أمر وترك ما عنه زجر { أولئك سيرحمهم الله } أي سيرحم الله من اتصف بهذه الصفات { إن الله عزيز } أي عز من أطاعه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين { حكيم } في قسمته هذه الصفات لهؤلاء وتخصيصه المنافقين بصفاتهم المتقدمة فإنه له الحكمة في جميع ما يفعله تبارك وتعالى