يقول تعالى : { وممن خلقنا } أي بعض الأمم { أمة } قائمة بالحق قولا وعملا { يهدون بالحق } يقولونه ويدعون إليه { وبه يعدلون } يعملون ويقضون وقد جاء في الاثار أن المراد بهذه الأمة المذكورة في الاية هي هذه الأمة المحمدية قال سعيد عن قتادة في تفسير هذه الاية : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقول إذا قرأ هذه الاية [ هذه لكم وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } ] وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في قوله تعالى : { وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم [ إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم متى ما نزل ] وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ] وفي رواية [ حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ] وفي رواية [ وهم بالشام ]