يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل كقوله تعالى : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس فإنهم آمنوا وذلك بعدما عاينوا العذاب كما قال تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين } وقال تعالى : { وما أرسلنا في قرية من نذير } الاية وقوله تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا } أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } أي قطر السماء ونبات الأرض قال تعالى : { ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم ثم قال تعالى مخوفا ومحذرا من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره : { أفأمن أهل القرى } أي الكافرة { أن يأتيهم بأسنا } أي عذابنا ونكالنا { بياتا } أي ليلا { وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون } أي في حال شغلهم وغفلتهم { أفأمنوا مكر الله } أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ولهذا قال الحسن البصري C : المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن