لما ذكر تعالى طريق الضالين عن سبيله الصادين عنها نبه على شرف ما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق فقال تعالى : { وهذا صراط ربك مستقيما } منصوب على الحال أي هذا الدين الذي شرعناه لك يا محمد بما أوحينا إليك هذا القرآن هو صراط الله المستقيم كما تقدم في حديث الحارث عن علي في نعت القرآن : هو صراط الله المستقيم وحبل الله المتين وهو الذكر الحكيم رواه أحمد والترمذي بطوله { قد فصلنا الآيات } أي وضحناها وبيناها وفسرناها { لقوم يذكرون } أي لمن له فهم ووعي يعقل عن الله ورسوله { لهم دار السلام } وهي الجنة { عند ربهم } أي يوم القيامة وإنما وصف الله الجنة ههنا بدار السلام لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم فكما سلموا من آفات الاعوجاج أفضوا إلى دار السلام { وهو وليهم } أي حافظهم وناصرهم ومؤيدهم { بما كانوا يعملون } أي جزاء على أعمالهم الصالحة تولاهم وأثابهم الجنة بمنه وكرمه