يقول تعالى : { فلولا إذا بلغت } أي الروح { الحلقوم } أي الحلق وذلك حين الاحتضار كما قال تعالى : { كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق } ولهذا قال ههنا : { وأنتم حينئذ تنظرون } أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت { ونحن أقرب إليه منكم } أي بملائكتنا { ولكن لا تبصرون } أي ولكن لا ترونهم كما قال تعالى في الاية الأخرى : { وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } وقوله تعالى : { فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها } معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين قال ابن عباس : يعني محاسبين وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله .
وقال سعيد ين جبير والحسن البصري { فلولا إن كنتم غير مدينين } غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس وعن مجاهد { غير مدينين } غير موقنين وقال ميمون بن مهران : غير معذبين مقهورين