يقول تعالى : { هو الذي أنزل السكينة } أي جعل الطمأنينة قال ابن عباس Bهما وعنه : الرحمة وقال قتادة : الوقار في قلوب المؤمنين وهم الصحابة Bهم يوم الحديبية الذين استجابوا لله ولرسوله وانقادوا لحكم الله ورسوله فلما اطمأنت قلوبهم بذلك واستقرت زادهم إيمانا مع إيمانهم وقد استدل بها البخاري وغيره من الأئمة على تفاضل الإيمان في القلوب ثم ذكر تعالى أنه لو شاء لا نتصر من الكافرين فقال سبحانه وتعالى : { ولله جنود السموات والأرض } أي ولو أرسل عليهم ملكا واحدا لأباد خضراءهم ولكنه تعالى شرع لعباده المؤمنين الجهاد والقتال لما له في ذلك من الحكمة البالغة والحجة القاطعة والبراهين الدامغة ولهذا قال جلت عظمته : { وكان الله عليما حكيما } .
ثم قال D : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } قد تقدم حديث أنس Bه حين قالوا : هنيئا لك يا رسول الله هذا لك فما لنا ؟ فأنزل الله تعالى : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } أي ما كثين فيها أبدا { ويكفر عنهم سيئاتهم } أي خطاياهم وذنوبهم فلا يعاقبهم عليها بل يعفو ويصفح ويغفر ويستر ويرحم ويشكر { وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } كقوله جل وعلا : { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } الاية وقوله تعالى : { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء } أي يتهمون الله تعالى في حكمه ويظنون بالرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه Bهم أن يقتلوا ويذهبوا بالكلية ولهذا قال تعالى : { عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم } أي أبعدهم من رحمته { وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } ثم قال D مؤكدا لقدرته على الانتقام من الأعداء أعداء الإسلام ومن الكفرة والمنافقين { ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزا حكيما }