يقول تعالى : ولقد مكنا الأمم السالفة في الدنيا من الأموال والأولاد وأعطيناهم منها مالم نعطكم مثله ولا قريبا منه { وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } أي وأحاط بهم العذاب والنكال الذي كانوا يكذبون به ويستبعدون وقوعه أي فاحذروا أيها المخاطبون أن تكونوا مثلهم فيصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب في الدنيا والاخرة .
وقوله تعالى : { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } يعني أهل مكة وقد أهلك الله الأمم المكذبة بالرسل مما حولها كعاد وكانوا بالأحقاف بحضرموت عند اليمن وثمود وكانت منازلهم بينهم وبين الشام وكذلك سبأ وهم أهل اليمن ومدين وكانت في طريقهم وممرهم إلى غزة وكذلك بحيرة قوم لوط كانوا يمرون بها أيضا وقوله D : { وصرفنا الآيات } أي بيناها وأوضحناها { لعلهم يرجعون * فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة } أي فهل نصروهم عند احتياجهم إليهم { بل ضلوا عنهم } أي بل ذهبوا عنهم أحوج ما كانوا إليهم { وذلك إفكهم } أي : كذبهم { وما كانوا يفترون } أي وافتراؤهم في اتخاذهم إياهم آلهة وقد خابوا وخسروا في عبادتهم لها واعتمادهم عليها والله أعلم