يقول تعالى مخبرا عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل كقوله جل وعلا : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } وقال تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ؟ * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } ثم قال تعالى : { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين وقوله D : { ميقاتهم أجمعين } أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم { يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا } أي لا ينفع قريب قريبا كقوله سبحانه وتعالى : { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } وكقوله جلت عظمته : { ولا يسأل حميم حميما * يبصرونهم } أي لا يسأل أخا له عن حاله وهو يراه عيانا وقوله جل وعلا : { ولا هم ينصرون } أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصره من خارج ثم قال : { إلا من رحم الله } أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة الله D بخلقه { إنه هو العزيز الرحيم } أي هو عزيز ذو رحمة واسعة