يقول تعالى ذاما للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله وهم الأصنام والأنداد التي اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان حداهم على ذلك وهي لا تملك شيئا من الأمر بل وليس لها عقل تعقل به ولا سمع تسمع به ولا بصر تبصر به بل هي جمادات أسوأ من الحيوان بكثير ثم قال : قل أي يا محمد لهؤلاء الزاعمين أن ما اتخذوه من شفعاء لهم عند الله تعالى أخبرهم أن الشفاعة لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه وأذن له فمرجعها كلها إليه { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } { له ملك السموات والأرض } أي هو المتصرف في جميع ذلك { ثم إليه ترجعون } أي يوم القيامة فيحكم بينكم بعدله ويجزي كلا بعمله ثم قال تعالى ذاما للمشركين أيضا : { وإذا ذكر الله وحده } أي إذا قيل لا إله إلا الله وحده { اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } قال مجاهد اشمأزت انقبضت وقال السدي نفرت وقال قتادة كفرت واستكبرت وقال مالك عن زيد بن أسلم استكبرت كما قال تعالى : { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } أي عن المتابعة والانقياد لها فقلوبهم لا تقبل الخير ومن لم يقبل الخير يقبل الشر ولذلك قال تبارك تعالى : { وإذا ذكر الذين من دونه } أي من الأصنام والأنداد قال مجاهد { إذا هم يستبشرون } أي يفرحون ويسرون